للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

المبحث الأول: مقدِّمات أساسية

أَولا: المبادئ العشَرة:

درج عُلَمَاؤُنَا الْأَثْبَات على ابْتِدَاء تصانيفهم فِي الْعُلُوم الْمُخْتَلفَة بتوضيح أمورٍ عشرَة، تُعدُّ مَفَاتِيح ومداخل للنَّاظِر فِي هَذَا الْعلم أَو ذَاك، وَقد اصْطلحَ على تَسْمِيَة هَذِه (المفاتيح) و (المداخل) بالمبادئ الْعشْرَة، وَهِي تتعرض لتعريف الْعلم مَوضِع الْبَحْث، وتحديد مَوْضُوعه، وتوضيح ثَمَرَة دراسته، وَالْإِشَارَة إِلَى فَضله، ونسبته بَين الْعُلُوم، وواضعه، واسْمه، وَحكم الشَّارِع فِي دراسته، ومسائله.. وَقد جمع ذَلِك كلَّه النَّاظِم (١) فِي قَوْله الْمَعْرُوف:

إِن مبادئ كلِّ فنٍّ عشرةْ ... الحدُّ، والموضوعُ، ثمَّ الثمرةْ

فضلُه، ونسبةٌ، والواضعْ ... والاسمُ، الاستمدادُ، حكم الشارعْ

مسائلٌ وَالْبَعْض بِالْبَعْضِ اكْتفى ... وَمن درى الْجَمِيع حَاز الشرفا

وجرياً على هَذِه السُّنة المنهجية فِي التصنيف، فإننا نبدأ بِالْإِشَارَةِ إِلَى مَا يتَعَلَّق بِعلم الْمُنَاسبَة من هَذِه المبادئ، مرتبَة بِحَسب مُقْتَضى الْمنطق، فَنَقُول - وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق، وَمِنْه العون والتأييد:

١ - اسْمه: اصْطلحَ مُنْذُ بدايات الْكَلَام فِي هَذَا الْعلم، على تَسْمِيَته بـ (علم الْمُنَاسبَة) ، وَقد يُعبَّر عَنهُ بِعلم (التناسب) أَو (الترابط)

وَهِي كلُّها قريبٌ من قريب؛ إِذْ الْمَعْنى الْجَامِع لَهَا ينظر إِلَى لمح المقاربة والمشاكلة الَّتِي يرصدها النَّاظر فِي

<<  <   >  >>