للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَأَذْهَبَتْ بِالْحَرِيقِ بَهْجَتَهُ ... فَلَيْسَ يُرْجَى إِيَابُ رَاجِعِهَا

إِذَا تَفَكَّرْتَ فِي الْفُصُوصِ وَمَا ... فِيهَا تَيَقَّنْتَ حِذْقَ رَاصِعِهَا

أَشْجَارُهَا لَا تَزَالُ مُثْمِرَةً ... لَا تَذْهَبُ الرِّيحُ مِنْ مَدَافِعِهَا

كَأَنَّهَا مِنْ زُمُرُّدٍ غُرِسَتْ ... فِي أَرْضِ تِبْرٍ تَغْشَى بِفَاقِعِهَا

فِيهَا ثِمَارٌ تَخَالُهَا يَنَعَتْ ... وَلَيْسَ يُخْشَى فَسَادُ يَانِعِهَا

تُقْطَفُ بِاللَّحْظِ لَا بِجَارِحَةِ الْ ... أَيْدِي وَلَا تُجْتَنَى لِبَائِعِهَا

وَتَحْتَهَا مِنْ رُخَامِهِ قِطَعٌ ... لَا قَطَّعَ اللَّهُ كَفَّ قَاطِعِهَا

أَحْكَمَ تَرْخِيمَهَا الْمُرَخِّمُ قَدْ ... بَانَ عَلَيْهَا إِحْكَامُ صَانِعِهَا

وَإِنْ تَفَكَّرْتَ فِي قَنَاطِرِهِ ... وَسَقْفِهِ بَانَ حِذْقُ رَافِعِهَا

وَإِنْ تَبَيَّنْتَ حُسْنَ قُبَّتِهِ ... تَحَيَّرَ اللُّبُّ فِي أَضَالِعِهَا

تَخْتَرِقُ الرِّيحُ فِي مَخَارِمِهَا ... عَصْفًا فَتَقْوَى عَلَى زَعَازِعِهَا

وَأَرْضُهُ بِالرُّخَامِ قَدْ فُرِشَتْ ... يَنْفَسِحُ الطَّرْفُ فِي مَوَاضِعِهَا

مَجَالِسُ الْعِلْمِ فِيهِ مُتْقَنَةٌ ... يَنْشَرِحُ الصَّدْرُ فِي مَجَامِعِهَا

<<  <  ج: ص:  >  >>