للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سَنَةً فِي الْخِلَافَةِ، وَدُفِنَ بِبَابِ الْمُعَلَّى، رَحِمَهُ اللَّهُ.

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ابْنُ جَرِيرٍ: وَمِمَّا رُثِيَ بِهِ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ، رَحِمَهُ اللَّهُ، قَوْلُ سَلْمٍ الْخَاسِرِ الشَّاعِرِ:

عَجَبًا لِلَّذِي نَعَى النَّاعِيَانِ ... كَيْفَ فَاهَتْ بِمَوْتِهِ الشَّفَتَانِ

مَلِكٌ إِنْ غَدَا عَلَى الدَّهْرِ يَوْمًا ... أَصْبَحَ الدَّهْرُ سَاقِطًا لِلْجِرَانِ

لَيْتَ كَفًّا حَثَتْ عَلَيْهِ تُرَابًا ... لَمْ تَعُدْ فِي يَمِينِهَا بَبَنَانُ

حِينَ دَانَتْ لَهُ الْبِلَادُ عَلَى الْعَسْ ... فِ وَأَغْضَى مِنْ خَوْفِهِ الثَّقَلَانِ

أَيْنَ رَبُّ الزَّوْرَاءِ قَدْ قَلَّدَتْهُ الْ ... مُلْكَ عِشْرُونَ حِجَّةً وَاثْنَتَانِ

إِنَّمَا الْمَرْءُ كَالزِّنَادِ ... إِذَا مَا أَخَذَتْهُ قَوَادِحُ النِّيرَانِ

لَيْسَ يَثْنِي هَوَاهُ زَجْرٌ وَلَا يَقْ ... دَحُ فِي حَبْلِهِ ذَوُو الْأَذْهَانِ

قَلَّدَتْهُ أَعِنَّةَ الْمُلْكِ حَتَّى ... قَادَ أَعْدَاءَهُ بِغَيْرِ عَنَانٍ

يُكْسَرُ الطَّرْفُ دُونَهُ وَتُرَى الْأَيْ ... دِي مِنْ خَوْفِهِ إِلَى الْأَذْقَانِ

ضَمَّ أَطْرَافَ مُلْكِهِ ثُمَّ أَضْحَى ... خَلْفَ أَقْصَاهُمْ وَدُونَ الدَّانِي

هَاشِمِيُّ التَّشْمِيرِ لَا يَحْمِلُ الثِّقْ ... لَ عَلَى غَارِبِ الشَّرُودِ الْهِدَانِ

ذُو أَنَاةٍ يَنْسَى لَهَا الْخَائِفُ الْخَوْ ... فَ وَعَزْمٍ يَلْوِي بِكُلِّ جَنَانِ

ذَهَبَتْ دُونَهُ النُّفُوسُ حِذَارًا ... غَيْرَ أَنَّ الْأَرْوَاحَ فِي الْأَبْدَانِ

وَقَدْ دُفِنَ الْمَنْصُورُ بِثَنِيَّةِ الْمُعَلَّى عِنْدَ بَابِ مَكَّةَ، وَلَا يُعْرَفُ قَبْرُهُ; لِأَنَّهُ عُمِّيَ قَبْرُهُ; فَإِنَّ الرَّبِيعَ حَفَرَ مِائَةَ قَبْرٍ، وَدَفَنَهُ فِي غَيْرِهَا لِئَلَّا يُعْرَفَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>