للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَلَكِنَّهُ عَبْدٌ نَبِيٌّ مُكَرَّمٌ

مِنَ النَّاسِ مَخْلُوقٌ وَلَا قَوْلَ زَاعِمِ ... أَيُلْطَمُ وَجْهُ الرَّبِّ تَبًّا لِنَوْكِكُمْ

لَقَدْ فُقْتُمْ فِي ظُلْمِكُمْ كُلَّ ظَالِمِ ... وَكَمْ آيَةٍ أَبْدَى النَّبِيُّ مُحَمَّدٌ

وَكَمْ عِلْمٍ أَبْدَاهُ لِلشِّرْكِ حَاطِمِ ... تَسَاوَى جَمِيعُ النَّاسِ فِي نَصْرِ حَقِّهِ

فَلِلْكُلِّ فِي إِعْظَامِهِ حَالُ خَادِمِ ... فَعُرْبٌ وَأُحْبُوشٌ وَفُرْسٌ وَبَرْبَرٌ

وَكُرْدِيُّهُمْ قَدْ فَازَ قِدْحُ الْمَرَاحِمِ ... وَقِبْطٌ وَأَنْبَاطٌ وَخَزْرٌ وَدَيْلَمٌ

وَرُومٌ رَمَوْكُمْ دُونَهُ بِالْقَوَاصِمِ ... أَبَوْا كُفْرَ أَسْلَافٍ لَهُمْ فَتَحَنَّفُوا

فَآبُوا بِحَظٍّ فِي السَّعَادَةِ جَاثِمِ ... بِهِ دَخَلُوا فِي مِلَّةِ الْحَقِّ كُلُّهُمْ

وَدَانُوا لِأَحْكَامِ الْإِلَهِ اللَّوَازِمِ ... بِهِ صَحَّ تَفْسِيرُ الْمَنَامِ الَّذِي أَتَى

بِهِ دَانِيَالُ قَبْلَهُ خَتْمِ خَاتِمِ ... وَسِنْدٌ وَهِنْدٌ أَسْلَمُوا وَتَدَيَّنُوا

بِدِينِ الْهُدَى فِي رَفْضِ دِينِ الْأَعَاجِمِ ... وَشَقَّ لَنَا بَدْرَ السَّمَوَاتِ آيَةً

وَأَشْبَعَ مِنْ صَاعٍ لَهُ كُلَّ طَاعِمِ ... وَسَالَتْ عُيُونُ الْمَاءِ فِي وَسْطِ كَفِّهِ

فَأَرْوَى بِهِ جَيْشًا كَثِيرَ الْهَمَاهِمِ ... وَجَاءَ بِمَا تَقْضِي الْعُقُولُ بِصِدْقِهِ

وَلَا كَدَعَاوٍ غَيْرِ ذَاتِ قَوَائِمِ ... عَلَيْهِ سَلَامُ اللَّهِ مَا ذَرَّ شَارِقٌ

تَعَاقَبَهُ ظَلْمَاءُ أَسْحَمَ قَاتِمِ ... بَرَاهِينُهُ كَالشَّمْسِ لَا مِثْلُ قَوْلِكُمْ

وَتَخْلِيطِكُمْ فِي جَوْهَرٍ وَأَقَانِمِ ... لَنَا كُلُّ عِلْمٍ مِنْ قَدِيمٍ وَمُحْدَثٍ

وَأَنْتُمْ حَمِيرٌ دَامِيَاتُ الْمَحَازِمِ ... أَتَيْتُمْ بِشِعْرٍ بَارِدٍ مُتَخَاذِلٍ

ضَعِيفِ مَعَانِي النَّظْمِ جَمِّ الْبَلَاغِمِ ... فَدُونَكَهَا كَالْعِقْدِ فِيهِ زُمُرُّدٌ

وَدُرٌّ وَيَاقُوتٌ بِإِحْكَامِ حَاكِمِ

<<  <  ج: ص:  >  >>