للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كَانَتْ عَجُوزًا كَبِيرَةً، قَدْ بَلَغَتِ التِّسْعِينَ سَنَةً، وَكَانَتْ أَرْمَنِيَّةً، وَهِيَ الَّتِي احْتَاجَتْ فِي زَمَانِ الْبَسَاسِيرِيِّ وَأَلْجَأَتْهَا الْحَاجَةُ حَتَّى كَتَبَتْ إِلَيْهِ رُقْعَةً تَشْكُو فَقْرَهَا وَحَاجَتَهَا، فَأَجْرَى عَلَيْهَا رِزْقًا وَأَخْدَمَهَا جَارِيَتَيْنِ، وَهَذَا كَانَ مِنْ أَحْسَنِ مَا صَنَعَ، ثُمَّ لَمْ تَمُتْ حَتَّى أَقَرَّ اللَّهُ عَيْنَهَا بِوَلَدِهَا وَرُجُوعِهِ إِلَيْهَا، وَاسْتَمَرَّ أَمْرُهُمْ عَلَى مَا كَانُوا عَلَيْهِ، ثُمَّ تُوُفِّيَتْ فِي رَجَبٍ مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ، فَحَضَرَ وَلَدُهَا الْخَلِيفَةُ جِنَازَتَهَا، وَكَانَتْ حَافِلَةً جِدًّا، رَحِمَهَا اللَّهُ تَعَالَى، وَأَكْرَمَ مَثْوَاهَا بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ، آمِينَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>