للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد ذكر الذهبي في كتابه (العلو للعلي الغفار) عددا من الأئمة الذين أنكروا على الجهمية آراءهم المنحرفة، وما الجهمية إلا آراء واعتقادات يعتنقها كثير من الناس حتى الآن، وهم لا يعرفون، والبعض منهم يتجاهلون تجاهل العارف أنها آراء الجهمية التي حذر منها العلماء، فالمعتقد لما جاء به الجهم جهمي وإن تسمى باسم آخر؛ إذ الأسماء لا تغير الحقائق، ولذا فإن نشر كتب السلف هذه من واجب الأمة ليستضيء بها الشباب المسلم، فهي من أمور الساعة، فحصوننا مهددة من داخلها- كما قال محمد محمد حسين - في السلوك والاعتقاد، ذلك أن بعض الدعاة المعاصرين يقولون: إن الجهمية وفرقا أخرى كالمعتزلة وغيرها قد انقرضت فلا حاجة إلى البحث فيها، فنشر مثل هذه الكتب لا حاجة إليه؛ لأنها تبحث في أمور لا يوجد من يعتنقها ويؤمن بها، وحتى نثبت ما أشرنا إليه من أن آراء الجهمية منتشرة بين أبناء الأمة الإسلامية، وأن الشباب في حاجة إلى بيان ذلك، ليعرف قيمة كتب السلف التي تبنى عليها العقيدة الصحيحة، فسنذكر بعضا مما أنكره الجهمية من صفات الله تعالى، فنقول:

من الصفات التي أنكرها الجهمية:

١- كون الله عز وجل في السماء، وأنه مستو على عرشه كما قال تعالى: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ} (الملك آية ١٦) وقوله: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (طه آية ٥) .

١- تأويل صفة النزول.

٢- القول بأن القرآن مخلوق.

٣- إنكار رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة.

وغير ذلك من الصفات الثابتة في الكتاب، وفي السنة الصحيحة، كصفة الرحمة، والرضى، والغضب، والقدم، والضحك وغيرها، يقول الذهبي في كتابه (العلو للعلي الغفار في صحيح الأخبار وسقيمها) بعد أن أورد الآيات، ثم الأحاديث وبين الصحيح من الضعيف منها، قال: "ذكر ما قاله الأئمة عند ظهور الجهم ومقالته" [٩] .