للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإن الجامعة الإسلامية التي أنشأتها الدولة السعودية - صانها الله - لهي استجابة ومواجهة حيوية تاريخية للظروف والتحديات الراهنة؛ لتسهم في تأصيل الذات الإسلامية وتنقيتها وإثرائها؛ لتتمكن من استئناف الوجود الإسلامي الحق المطلوب، وإن المجلس الأعلى للجامعة الذي يضم نخبة مختارة من علماء العالم الإسلامي وشخصياته الجامعية وخبرائه في التربية والتعليم والتوجيه إنما يرمي إلى إمداد الجامعة في تحركها لتحقيق أهدافها بخبراته القيمة, ومدركاته الفعالة؛ لتكون أقدر على تحقيق رسالتها وأداء أمانتها في معترك الأفكار والتحديات المواجهة.

وإنه لمن جميل صنع الله عز وجل - فله عظيم الحمد وجميل الثناء - أن وفق لاختيار أعضاء المجلس الموقر من قارتي الإسلام آسيا وإفريقية، ومن جنسيات وعروق إسلامية متعددة سعوديين وغير سعوديين وعرب وغيرهم؛ فكان تركيب هذا المجلس الكريم تجاوبا سديدا مع تركيب الجامعة الإسلامية التي ينتمي طلابها إلى نحو من مائة جنسية أو يزيدون، كما كان تجاوبا مع خاصية أمتنا الإسلامية الواحدة، والتي هي أمة الإسلام، هذه الخاصية التي تتخطى في وثوق وقطعية كل الفروق العرقية والقومية واللغوية، وما ورد هذا المورد، أو نحا هذا المنحى.

ونحن واثقون إن شاء الله أن الجامعة ستجد في خبرات أعضاء المجلس الجامعية والأكاديمية والتربوية ما يمد مسيرتها نحو أهدافها بالحيوية والفعالية في نطاق من التخطيط الحكيم والإحكام المحقق لغاياتها، يجزيكم الله خيرا ويحسن مثوبتكم.