للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولكن الاتصال الهاتفي اختلف علينا عن الاتصال الهاتفي في أمريكا، حيث كنا إذا أردنا أن ننام في مدينة ديترويت أو إنديانا أو لوس أنجلس نرفع السماعة وفي خلال دقيقة يكون صاحبنا قد رفع سماعته في المدينة المنورة ليقول نعم أما هنا في هنغ كنغ فأمسى الزميل ينتظر ويعاود الاتصال وكانت موظفة الهاتف تسليه بين وقت وآخر تتصل به وتقول له: قريباً تأتي المكالمة.

أما أن فقد سبحت في بحر نوم عميق هادئ، والمحيط الهادي حولي من هياج عنيف في جزره ومده، أمواجه تتلاطم والأمطار تنهمر بغزارة طول الليل.

وبعد مضي وقت ثم الاتصال الهاتفي بكراتشي فوقع الدكتور في مشكلة، إن الطالب الذي نريده متأثر وليس قريبا من الهاتف، والأسرة الموجودة عند الهاتف في حيرة، الزميل يتكلم بالعربية أو الإنجليزية وهم لا يجيدون إلا لغتهم المحلية ويتكلمون فيما بينهم للتشاور فيما يفعلون وهو يظنهم يكلمونه فيكلمهم مرة بالعربية وأخرى بالإنجليزية دون جدوى.

ولكن موظفة الهاتف في هنغ منغ فهمت مشكلته فأنقذته إذ جعلت الاتصال بينه وبين موظف الهاتف في كراتشي وهو يجيد الإنجليزية فسمع كلام الزميل ووعده بنقله إلى الأسرة المحتارة وكان ذلك فعلاً.

وفي يوم السبت الموافق ٢٤-٨/ ١٣٩٨ هـ تأخر عنا الأخ محمد أحمد بسبب غزارة الأمطار، وعدم وجود مواصلات بسبب ذلك.

المظلات:

ثم جاءنا بعد ذلك في شدة غزارة الأمطار حرصا على لقائنا وعدم التأخر عنا وهو يحمل ثلاث مظلات -لنرفعها فوق رؤوسنا للوقاية من المطر عندما نخرج. وخرجنا مع الأخ محمد رافعين مظلاتنا فوق رؤوسنا، والهواء يكاد يأخذنا من أيدينا، وذهبنا إلى مضيق من البحر يفصل بين قالون التي نزلنا فيها، وبين هنغ كنغ، وهي التي استأجرتها بريطانيا من الصين، وهي الجزيرة التي استعمرتها بريطانيا وتقع جنوب قالون وبها يسكن الأخ محمد، وهناك ركبنا زورقا أوصلنا إلى الشاطئ التي تقع عليه الجزيرة.