للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على قمة الجبل:

وأراد الأخ محمد أن يرينا أحد الأماكن السياحية في الجزيرة، فهناك جبل عالي يصعد عليه السائحون (الزائرون) ووسيلة النقل سيارة نقل "حافلة"تسير بالكهرباء على الحديد، مخصصة لذلك الجبل تهبط بقوم وتصعد بآخرين، وقفنا قليلا وإذا الحافلة قد جاءت فركبنا، وكان صوتها مزعجا وكان طلوعها مخيفا إذ يشعر الإنسان أنها ستسقط على ظهرها، والبيوت تكتنف الطريق من الجانبين والسكان الذين ركبوا معنا يوقفونها بين لحظة وأخرى في المكان المناسب لهم. وما كنا نرى البيوت القريبة منا إلا بمشقة لأن الأمطار الكثيفة تحول بيننا وبين الرؤية، وعندما وصلنا إلى قمة الجبل وجدنا بعض المباني السياحية وفيها بعض البقالات وبعض الدكاكين، فأسرعنا بالدخول إلى قاعة المبنى المحاط بسور من الزجاج الذي يدفع الرياح الشديدة التي تحمل الأمطار إلى الداخل لولا وجوده.

ولم نجد فائدة في البقاء هناك، إذ كان المطر ينزل في هيئة سحب كثيفة فلا يتمكن الإنسان من رؤية شيء لذلك فضلنا أن نعود فورا. فاستأجرنا سيارة صغيرة لتوصلنا إلى بيت الأخ محمد الذي كان قد أوصى أهله بتهيئة طعام الغداء.

في منزل الأخ محمد:

وكان السائق يسير بنا في الطريق الملتوي، وكان في بعض الأوقات يدور بنا حول بعض التلال الصغيرة في الجبال حتى أوصلنا إلى بيت الأخ محمد الذي يسكن في إحدى عمارات شركات الكهرباء التي يعمل موظفاً فيها والأجرة التي يسلمها للشركة رمزية، ولكن الأخ محمد كان قد ترك الشركة وعنده مشروع تجاري نأمل أن يحقق به للمسلمين فوائد طيبة.

رجل عمل ولكنه مربي: