للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لقد كان من أفظع نتائج الحرب العالمية خطرا قتل ما يقدر على الأقل بعشرة ملايين شاب من أوروبا وأمريكا في ميدان القتال، فنتج عن ذلك مجموعة من النتائج الخطيرة، حيث ملايين من الأسر قد وجدت نفسها في نهاية الحرب بلا عائل، إما لأن عائلها قد قتل في الحرب، أو شوه بدرجة تعجزه عن العمل، أو فقد عقله وأعصابه بفعل الحياة الدائمة للخنادق والغازات السامة، والغازات المدمرة، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن الذين خرجوا من الشباب القادرين على العمل لم يكونوا كلهم على استعداد لأن يتزوجوا ويكفلوا أسرة، فإن حياة الحرمان الشنيعة التي عاشوها أربع سنوات كاملة في أثناء الحرب لم تترك في نفوسهم فسحة لتحمل التبعات، والكدح في سبيل الآخرين، لقد خرجوا منهومين يريدون الاستمتاع في الحياة، يريدون أن يطفئوا السعار الملهوف، فلا بأس بالمرأة كصديقة تستجيب للرغبة اللاهفة، أو جسدا يشتري بالنقود، ولكن لا مرحبا بها زوجة وأما.

ومن ناحية ثانية فإن الدمار الذي أحدثته الحرب كان يستلزم طاقة إنتاجية هائلة للتعويض ولم يكن من تبقى من الرجال كافيا لحركة التعمير الشاملة المطلوبة في كل مكان.

والتقى الأمران على شيء واحد يجب على المرأة أن تعمل في السوق والمصنع والمنجم، وفي كل مكان يمكن أن تعمل فيه وإلا هلكت جوعا هي ومن تعول واضطرت المرأة كارهة أو راغبة أن تترك حياة المنزل المستقرة، وتنزل إلى المعترك الصاخب الذي لا يرحم ولا يجير، وانتهزت المصانع والشركات فرصة الحاجة الملحة التي تعانيها المرأة فشغلت النساء بأجور أقل من أجور الرجال، وإن كن يقمن بنفس العمل ونفس القدر من الساعات، وأصبحت للمرأة عندهم قضية؟ هي قضية المساواة في الأجور.