للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واستشار النبي صلى الله عليه وسلم ماذا يفعل بالأسارى فقال لهم: "ما تقولون في هؤلاء الأسرى؟ " فقال أبو بكر: "يا رسول الله قومك وأهلك استبقهم واستأمنهم لعل الله أن يتوب عليهم". فقال الرسول صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب: "ما ترى يا بن الخطاب". فقال: "لا والذي لا إله إلا هو ما أرى الذي رأى أبو بكر يا نبي الله، ولكن أرى أن تمكننا منهم فتمكن عليا من عقيل فيضرب عنقه، وتمكن حمزة من العباس فيضرب عنقه، وتمكنني من فلان فأضرب عنقه، فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديده، حتى يعلم الله أنه ليس في قلوبنا هوادة للمشركين".

وقال عبد الله بن رواحة: "يا رسول الله انظر واديا كثير الحطب فأدخلهم فيه ثم أضرمه عليهم"

فمال الرسول صلى الله عليه وسلم إلى قول أبي بكر وأخذ منهم الفداء [٥] .

قال عمر رضي الله عنه: "فلما كان من الغد غدوت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر رضي الله عنه وهما يبكيان. فقلت: يا رسول الله ما يبكيك أنت وصاحبك. فإن وجدت بكاء بكيت، وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "للذي عرض عليّ أصحابك من أخذهم الفداء. لقد عرض عليّ عذابكم أدنى من هذه الشجرة"- لشجرة قريبة-[٦]

وأنزل الله تعالى قوله: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ لَوْلا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (الأنفال آية ٦٨-٦٩) [٧] .

فلقد كانت غزوة بدر هي المعركة الأولى بين المسلمين والمشركين وكان المسلمون قلة والمشركون كثرة.