للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويصور الشاعر الفظائع التي كانت تنصب على أفراد الأمة من مصادرات لأموالهم بعد انتهاك حرماتهم، فيقول:

أجرأ خلق الله ظلما فاحشا

وأجور الناس عقابا بالوشى

يأخذ من هذا الشقي ضيعته

وذا يريد ماله وحرمته

وويل من مات أبوه موسرا

أليس هذا محكما مشهرا؟!

وطال في دار البلاء سجنه

وقال: من يدري بأنك ابنه؟!

فقال جيراني ومن يعرفني

فنتفوا سباله حتى فنى

وأسرفوا في لكمه ودفعه

وخدرت أكفهم في صفعه

ولم يزل في أضيق الحبوس

حتى رمى إليهم بالكيس

وتاجر ذي جوهر ومال

كان من الله بحسن حال

قيل له عندك للسلطان

ودائع غالية الأثمان

فقال: لا والله ما عندي له

صغيرة من ذا ولا جليلة

وإنما أربحت في التجارة

ولم أكن في المال ذا خسارة

فدخنوه بدخان التبن

وأوقدوه بثفال اللبن

حتى إذا مل الحياة وضجر

وقال ليت المال جمعا في سقر

أعطاهم ما طلبوا فأطلقا

يستعمل المشي ويمشي العنقا [١٣]

ثم يأتي إلى تصوير عناية الخليفة المعتضد بالجيش واختياره جنوده، وقيامه بحركة تطهير واسعة في هذا الجيش ونبذ غير اللائقين منهم بكرامة الجندي:

واختار من جنوده كل بطل

مجرب إن حضر الموت قتل

ثم نفى كل دخيل قد مرق

إذا رأى السيف جرى من الفرق

حتى إذا صفى خيار الجند

قال يا حرب اهزلي وجدي

سار إلى الموصل ينوي أمرا

فملأ البر معا والبحرا [١٤]

وهكذا يسير ابن المعتز في أرجوزته، أو قل ملحمته التي بلغت نحوا من عشرين وأربعمائة بيت في تاريخ الخليفة المعتضد.