للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

روى أن عمر بن عبد العزيز قال لبنيه:

"أتحبون أن أولي كل رجل منكم جندا فينطلق تصلصل به جلاجل البريد؟

فقال ابنه أبن الحارثية [٢] : لم تعرض علينا شيئا لست صانعه بنا؟

فقال عمر: إني لأعلم أن بساطي هذا يصير إلى البلى، وإني لأكره أن تدنسوه بخفافكم، فكيف أَقلدكم ديني تدنسونه في كل جند!! "

وروي أن بعض أولاد عمر اتخذ خاتما، واشترى له فصا بألف درهم فكتب إليه عمر:

أما بعد: فقد بلغني أنك اشتريت فصا بألف درهم فبعه وأشبع ألف جائع. واتخذ خاتما من حديد صيني واكتب عليه: "رحم الله امرءا عرف قدر نفسه".

ولقد بلغ أولاده منزلة كبيرة بعد وفاته، وكانوا محل احترام القريب والبعيد في حياة عمر وبعد مماته، لما اتصفوا به من حسن خلق، وجميل صفات عفة وزهدا وأدبا، واضعين ما أخذهم به أبوهم نصب أعينهم حتى كان منهم المحدثون والولاة.

فكان ابنه عبد العزيز بجانب ولايته على المدينة ومكة في عهد يزيد بن عبد الملك والخليفة مروان بن محمد راويا للحديث.

ذكر له الحافظ أبو جمال الدين عبد الرحمن بن الجوزي أحاديث منها ما رواه عن صالح بن كيسان عن عثمان بن عفان قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم خرج من بيته يريد سفرا أو غيره فقال حين يخرج: باسم الله آمنت بالله، اعتصمت بالله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله إلا رزق خير ذلك المخرج وصرف عنه شره".

وروى له أيضا عن مكحول قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من صلى ركعتين قبل أن يتكلم رفعت في عليين".

وكان عبد الله بن عمر بن عبد العزيز واليا على الكوفة بعد موت أبيه.