للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أولاً: له آراء اجتهادية أو آراء انفرادية إن صحَّ هذا التعبير تطالعنا في كتب النحو المختلفة، وهي تكشف عن فكره واستقلال شخصيته في كثير من الأحيان، فقد ارتضى كثيراً من الآراء وتفردَّ بها، ورفض أن يكون مقلدا فيما ذهب إليه، والمقام يقتضينا أن نذكر طرفا منها على سبيل المثال لا الحصر:-

. من أوجه ((حتى)) أن تكون عاطفة بمنزلة الواو، إلا أنه يشترط في معطوفها ثلاثة شروط:

الأول: أن يكون المعطوف إمَّا بعضا من جمع قبلها نحو: قدم الحجاج حتى المشاة، أو جزءا من كل نحو: أكلت السمكة حتى رأسها، أو غير ذلك.

الثاني: أن يكون المعطوف غاية لما قبلها إمَّا في زيادة أو نقص نحو: حضر الفقراء حتى الأغنياء، ونحو: غلبك الرجال حتى الأطفال.

الثالث: أن يكون معطوفها ظاهراً لا مضمراً، كما أن ذلك شرط مجرورها، ذكر ذلك الخضراوي. قال ابن هشام المصري: ولم أقف عليه لغيره [١٧] ، أي الشرط الثالث.

. من أوجه ((لو)) أن تكون للتمني نحو: لو تأتيني فتحدثني، وعلى هذا المعنى قوله تعالى: (فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين) [١٨] أي فليت لنا كرة، ولهذا نصب (فنكون) في جوابها، كما انتصب (فأفوز) في جواب ليت في نحو قوله تعالى: (يا ليتني كنت معهم فأفوز) [١٩] .

واختلف في (لو) هذه فقال ابن هشام الخضراوي: هي قسم برأَسها لا تحتاج إلى جواب كجواب الشرط ولكن قد يؤتى لها بجواب منصوب كجواب ليت، وتبعه في هذا ابن الضائع المتوفى سنة ٦٨٠ هـ[٢٠] .

. جوز الزمخشري في قوله تعالى: {لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهداً} [٢١] أن تعرب (منْ) فاعلا، والواو قبلها علامة، واختلف هل يقاس على هذه اللغة فيقال: جاءوا زيد وعمرو وبكر على أن الواو علامة وما بعدها فاعل. منع ذلك ابن هشام الخضراوي [٢٢] وحده.