للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجملة (ما بصاحبهم من جنة) في محل نصب بالفعل (يتفكروا) بعد إسقاط حرف الجر (في) ومن النحويين من يجوز أن تكون جملة (ما بصاحبهم من جنة) في محل جر بفي المقدرة.

الآية الثانية التي وردت فيها هذه الصيغة قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمّىً وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ} (الروم/٨) .

همزة الاستفهام في هذه الصيغة في آيتها الثانية للإنكار والتوبيخ:

ينكر الله سبحانه وتعالى على أولئك الذين يكفرون بالبعث ولا يؤمنون بالآخرة، ينكر عليهم ويوبخهم ألا يتفكروا في أنفسهم ويتدبروا في هذه الأشياء العظيمة التي خلقها الله تعالى، هذه السموات والأرض وما بينهما، وأنه تعالى ما خلقها عبثاً ولا لعباً، وإنما خلقها متلبسة بالحق مقترنة بالحكمة مقدرة بأجل مسمى تنتهي إليه، وهو يوم القيامة يوم الحساب والثواب والعقاب، يوم لقاء رب العالمين.

وإعراب (أولم يتكفروا في أنفسهم ما خلق الله السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى) واضح سهل. ومع ذلك أعرب بعض كلماتها:

(وما بينهما) الواو عاطفة (ما) اسم موصول مبني على السكون في محل نصب معطوف على السموات، و (بين) ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وبين مضاف وهما مضاف إليه مبني على السكون في محل جر بالإضافة. ومن المعربين من يجزئ (هما) فيقول في إعرابها: الهاء وحدها هي الضمير، والميم حرف عماد، والألف حرف دال على التثنية، وقد سبق أن بينت ضعف هذا الرأي، لأن الذي يدل على الاثنين الغائبين هو مجموع الأحرف الثلاثة، وليس الهاء وحدها.

وظرف المكان (بين) متعلق بفعل محذوف تقديره كان، والجملة مكونة من هذا الفعل المحذوف وما تعلق به صلة الموصول (ما) وهي جملة لا محل لها من الإعراب.