للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحدث أن اعتدى أمير الأفلاق (والأفلاق تقع في رومانيا حاليا) ، وكان اسمه فلاد، اعتدى على التجار العثمانيين النازلين هناك، فسار الفاتح إليه، خاف فلاد وأرسل إلى الفاتح وفدا يعرض عليه دفع جزية سنوية، وعاد الفاتح، إلا أنها كانت إحدى الحيل الأوربية ضد الدولة العثمانية، لم يكن الأمير فلاد يرغب إلا في أخذ فسحة من الوقت ليتمكن من الاتحاد مع ملك المجر ومحاربة العثمانيين، ولما علم الفاتح بهذا أراد التيقن والتبين، فأرسل مندوبين إلى أمير الأفلاق ليسألاه عن الحقيقة، فإذا بالأمير يقبض على الرسولين ويقتلهما ويمثل بهما؛ إذ وضعهما على عمود مدبب من الخشبب - وهو ما يمسى بالخازوق - ثم أغار هذا الأمير فلاد على بلغاريا وكانت تابعة للدولة العثمانية، أرسل الفاتح يدعوه إلى الطاعة فجاء رسول الفاتح أمام الأمير فإذا ذبه يأمر بخلع عمامة هذا الرسول وأن يخلع من معه عمائمهم أيضا إظهارا لاحترام الأمير، فلما خالفوه أمر فلاد ذا بأن تسمر عمائم رسل الفاتح على رؤوسهم بمسامير من حديد.

تحرك الفاتح بمجرد سماعه هذا الخبر لمحاربة الأمير فلاد، وضم بلاده - أي بلاد الأفلاق - إلى الدولة العثمانية.

وعندما أراد متياس كرفن - ملك المجر - استخلاص البوسنة (وهي في يوغوسلافيا حاليا) من العثمانيين، كانت النتيجة أن هزمه العثمانيون وقتلوا معظم جيشه، وكانت عاقبة هذا ضم بلاد البوسنة لتصبح ولاية كاملة التبعية للدولة العثمانية، ودخل في جيش الانكشارية العثماني ٠٠٠ر٣٠ من شبان البوسنة، وأسلم أغلب أشرافها.

وكان أن أرادت أوربا أن توقف وحف هذا الفاتح العثماني، فقام البابا بيوس الثاني ينادي بمحاربة المسلمين حربا دينية، وفي عام ١٤٧٠م قامت الخرب بين العثمانيين والبنادقة، فاستولى العثمانيون على جزيرة اجريبوس مركز مستعمرات البندقية.