للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٣- حدد الإسلام المصدر الوحيد لتلقي الثقافة وهو الكتاب والسنة، ولا يجوز للمسلم أن يشوه فكره بثقافة مغايرة، وعلى أولي الأمر في المجتمع الإسلامي أن يحموا أفراد المجتمع من منابع الفكر الغريب المنحرف، حتى لا تقع الأمة في مدارس فكرية مختلفة، فيحصل الانقسام، والفرقة، والتفكك، ومن المناسب هنا أن نذكر غضب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) واستنكاره عندما رأى صحيفة من التوراة بيد عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- وبين أن موسى عليه السلام لو كان حياً لما وسعه إلا أن يتبع رسالة خاتم الرسل ومكمل الرسالات السابقة برسالته محمد (صلى الله عليه وسلم) .

المؤثرات في تكوين الرأي العام في المجتمع الإسلامي:

في ظل هذه المبادئ والأسس التي رسمها الإسلام للمجتمع، نجد أن الإسلام دعا إلى قيام المؤسسات التوجيهية التي تربى أفراد الأمة تربية إيمانية صالحة على عقائد الإسلام وقيمه واتجاهاته ليكون الرأي العام في المجتمع الإسلامي الثمرة المباركة لهذه المؤسَسات وهي:

(١) المسجد:

كانت إقامة المسجد العمل الأول الذي بدأ به رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في المدينة المنورة.

رسالة المسجد في الإسلام:

وليس المسجد في الإسلام مكاناً للعبادة فحسب، إنه مدرسة توجيه وإرشاد يلتقي فيه أفراد الحي كل يوم خمس مرات فيستمعون كتاباً واحداً هو القرآن الكريم ويتلقون توجيهاً واحداً من هدايته، ويستشعرون رابطة الوحدة والأخوة التي تجمعهم وهم صفوف مستوية متراصة تقتدي بإمام واحد.

(٢) العلماء:

وفي المسجد تلقى دروس العلم، ويلتقي أبناء الحي يتلقون ثقافة واحدة من هدي الكتاب والسنة وشروح العلماء.

وفي المسجد يلتقي أبناء الحي وتدور بينهم المناقشات حول قضاياهم الاجتماعية والاقتصادية التي من شأنها أن توحد رأيهم وتجمعهم على طريق سواء.