للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أمر الله جل وعلا المسلمين جميعاً بالتآخي وشرع التعامل بينهم على أساس الاخوة في الله فقال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} . (الحجرات: ١٠) ، فجعل الله تعالى الأمر بالإصلاح بين المؤمنين مرتباً على ما بينهم من الأخوة في الله، ذلك لأن شعور المسلم بأنه يتعامل مع أخيه يزيل ما في نفسه من الأخلاق السيئة كالحسد واللاثرة وسوء الظن، كما أن شعوره بأنه أخوه يمنعه من الاعتداء عليه ويوجب عليه نصرته، وفي هذا المعنى يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخواناً، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، التقوى هاهنا- ويشير إلى صدره ثلاث مرات- بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه"٠أخرجه الإمام مسلم [٧] .

وإذا وجدت الأخوة الإسلامية فإن المسلمين سيجتمعون على هدف واحد ومنهج واحد وهذه هي الجماعة التي أمر الله جل وعلا بلزومها.

ومن أبرز ما يقوى الأخوة الإسلامية التعارف بين المسلمين وقد جعل الله سبحانه التعارف حكمة لتقسيم الناس إلى شعوب وقبائل، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} . (الحجرات: ١٣) . يعنى ليتم التعارف بينكم فتترتب عليه الصلة والمحبة لا التفاخر بالنسب والتباغض.

وقد شرع الله جل وعلا للمسلمين ما يقرب بعضهم من بعض ويكون وسيلة للتعارف بينهم فمن ذلك:

(أ) تبادل التحية: