للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: كنا في سفر، فنزلنا منزلا فمنا من يصلح خباءه، ومنا من ينتضل [٧] ، ومنا من هو في جشَره [٨] إذ نادى منادى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة جامعة [٩] فاجتمعنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "إنه لم يكن نبي قبلي إلا وكان حقا عليه أن يدل أمته على خيرِ ما يعلمه وينذرهم شرما يعلمه لهم، وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها وسيصيب آخرها بلاء، وأمور ينكرونها. وتجئ فتن فيرقق [١٠] بعضها بعضا، وتجئ الفتنة، فيقول المؤمن: هذه مهلكتي ثم تنكشف. وتجيء الفتنة، فيقول المؤمن: هذه هذه فمن أحب أن يزحزح عن النار، ويدخل الجنة، فلتأته منيته وهو يؤمن بالله، واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه، ومن بايع إماما، فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه، فليطعه إن استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر".

هذه رسالة كل الأنبياء تدل على كل خير وتحذر من كل شر، لكن من أين تنطلق وبماذا تبدأ وعلى أي شيء تركز؟

إن هناك دعائم وقواعد وأصولا تركز عليها دعواتهم وتكون أول منطلقاتهم في دعوة الناس إلى الله.

تلك الأسس والقواعد هي: (١) التوحيد، (٢) النبوات، (٣) المعاد [١١]

هذه الأسس الثلاثة هي ملتقى دعواتهم وأصولها وقد أهتم بها القرآن غاية الاهتمام وبينها غاية البيان وهي أهم مقاصده التي يدور عليها ويكررها، ويورد الأدلة العقلية والحسية عليها في جميع سوره وفي غالب قصصه وأمثاله، يعرف ذلك من له كمال فهم وحسن تدبر وجودة تصور. وقد عنيت بها كتب الله بأجمعها واتفقت عليها الشرائع السماوية بأسرها.

وأهم هذه الأسس الثلاثة وأجلها وأصل أصولها هو توحيد الله تبارك وتعالى الذي تضمنته غالب سور القرآن، بأنواعه الثلاثة المشهورة بل تضمنته كل سورة من سور القرآن، فإن القرآن: