للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٢- أن تكون (أن) في قوله تعالى: {أَلاَّ تُشْرِكُوا} تفسيرية لفعل النهي الدال عليه التحريم وفعل الأمر المحذوف، والتقدير: أتل ما حرم عليكم وما أمركم به، فحذف وما أمركم به لدلالة (ما حرم) عليه لأن معنى ما حرم ربكم، ما ينهاكم ربكم عنه، فالمعنى قل تعالوا أتل ما نهاكم ربكم عنه وما أمركم به، ولا مانع من عطف الأمر على النهي والعكس ومن شواهده قول إمرئ القيس: يقولون لا تهلك أساً وتجمل [٥٨]

٣- جاز ذلك لجواز عطف الأوامر على النواهي لكونها تفسيراً لها باعتبار لوازمها التي هي النواهي المتعلقة بأضداد ما تعلقت به، فإن الأمر بالشيء مستلزم للنهي عن ضده، بل هو عينه عند البعض، كأن الأوامر ذكرت وقصد لوازمها، فإن عطف الأوامر على النواهي الواقعة بعد (إن) المفسرة لتلاوة المحرمات، مع القطع بأن المأمور به لا يكون محرما دليل وأضح على أن التحريم راجع إلى الأضداد، على الوجه المذكور [٥٩]


[١] أصله من نهاوند، ثقة مات سنة خمس وأربعين ومائة.
[٢] ابن غزوان، صدوق، رمي بالتشبع.
[٣] ابن يزيد، الأودي، الزعافري، ضعيف، مات سنة إحدى وخمسين ومائة.
[٤] عامر بن شراحيل، ثقة مشهور.
[٥] ابن قيس، النخعي، ثقة ثبت.
[٦] ابن مسعود رضي الله عنه.
[٧] لعل في هذه التسمية ما يشير إلى أنها من الصحف المنزلة قبل الإسلام ويأتي البيان إن شاء الله
[٨] الآيات من (١٥١-١٥٣) من سورة الأنعام.