للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولعل موقف بعض الجامعات من بعض القضايا كان سببا في انصراف الناس عن الثقة كل الثقة بها.

٢- عزل تلك الجامعة - أي الموجهة - عن محيط الجامعات الأخرى حيث لا يمكن تبادل ثقافي معها لا في الكتب ولا في المحاضرات ولا في الأساتذة اللهم ما كان منها وفق اتجاهها. ولا يتأتى هذا الاتفاق إلاّ في النواحي الصناعية الصرفة؛ لأن الإنتاج الصناعي مهما يكن ابتداء من المواد الخام إلى قطع الاستهلاك لا يحمل فكرة ولا يعرف مبدأ وغاية ما فيه إنما هو تنمية للدخل القومي.. أما سياسة الأمة أو تاريخها أو آدابها أو أخلاقها أو دينها فلا دخل له في شيء من ذلك, ولهذا فإن الجامعات الروسية يمكنها تبادل الثقافي مع جامعات العالم في مجال الصناعة والاختراع أما المجالات الفكرية والدينية والسياسية ... الخ فلا, اللهم إلاّ في نطاق النظام الشيوعي فحسب, ومثل ذلك الجامعات الأخرى بالنسبة إلى المعسكر الروسي.. فهذه مشكلة للجامعة بأكملها لا للطلاب فحسب.

أما علاج ذلك على ضوء الإسلام فإن أول آية نزلت في الإسلام قوله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ, خَلَقَ الإنسان مِنْ عَلَقٍ, اقرأ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ, الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَم, عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ, كَلاّ إِنَّ الإِنْسَانَ لَيَطْغَى, أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى, إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى} , فجعل القراءة والكتابة والعلم كلها باسم الله الذي خلق كل شيء, والذي خلق الإنسان بالذات من علق.

فجعل اتجاه العلم مبدأ وغاية من الله وإلى الله, أي لا سلطة لإنسان ولا لجهة ما في توجيه العلم (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ - إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى) , وفي جعل القراءة باسم الرب إشارة إلى أهمية القراءة والتعليم في التربية المفهومة من الربوبية في قوله تعالى: {بِاسْمِ رَبِّكَ} .