للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١ – "صدقة جارية" والمراد بها ما يوقفه الإنسان من الأموال لصرفها في بعض أوجه البر؛ كأن يبني مسجدا للصلاة أو مدرسة للتعليم النافع أو مستشفى لمعالجة المرضى أو بيتا يأوي إليه من لا مسكن له من المحتاجين كالطلاب والمهاجرين والفقراء، أو تمهيد طريق عام يسلكه الناس، أو حبس أرض تصرف غلتها في سبل نافعة كتجهيز الغزاة، وما أعظم شخصا رزقه الله مالا فجمع بين هذه الأمور وأشباهها، فإنه يتسبب في كثرة سبل الخير النافعة لإخوانه المسلمين، وفي الوقت نفسه يتسبب في كثرة الحسنات التي يضاعفها الله له.

نعم الاسلام يحث المسلم أن يكون من عمله صدقة جارية وأحب الأعمال إلى الله أدومها، فكل ما كانت الصدقة أدوم وأكثر، كانت أحب إلى الله وأعظم أجرا، وهل يستطيع المسلم أن يخلف صدقة جارية بدون عمل منه وكدح في سبيل جمع المال؟ إن الفقير لا يستطيع ذلك، وإنما الغني هو الذي يستطيع، فالاسلام إذن يحث المسلمين أن يكونوا أغنياء، لينفقوا من أموالهم في السبل النافعة، والمؤمن الغني أقوى من المؤمن الفقير، والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف.

٢ – "أو ولد صالح يدعو له" والولد الصالح لا يأتي بدون سبب بل لا بد من بذل جهود كثيرة لإيجاده, وقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين أن يتزوجوا الودود الولود ليتكاثر المسلمون، حتى يكونوا قوة جبارة ضد أعدائهم وهذا ما دعا الأعداء إلى أن ينادوا بتحديد النسل متذرعين بالخوف من عدم كفاية الأرزاق في المستقبل، وهم في الحقيقة يخططون مخططات بعيدة المدى يهدفون من ورائها إلى إضعاف المسلمين في عددهم ومعنوياتهم حتى تتسنى لهم السيطرة التامة عليهم ولا يخشوا منهم غزوا ولا دفاعا عن أنفسهم، فوجود الولد من حيث هو متوقف على الزواج، وصلاح الولد يتطلب أمورا كثيرة، منها: