للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

.. قال تعالى: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ} (١) ... الرسل من الإنس فقط، وليس من الجنِّ رسول، كذا قال مجاهد (٢) وغيره من السلف والخلف. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: "الرسل من بني آدم ومن الجن نذر" (٣) وظاهر قوله تعالى حكاية عن الجن: {إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى} (٤) الآية، يدل على أن موسى مرسل إليهم أيضاً. والله أعلم.


(١) سورة الأنعام، الآية: ١٣٠.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (٤/١٣٨٩) عن مجاهد بإسناد رجاله ثقات.
(٣) أخرجه ابن جرير الطبري في جامع البيان (١٢/١٢٢) من طريق ابن جريج، قال: قال ابن عباس: هم الجن الذين لقُوا قومهم، وهم رسل إلى قومهم. ومعلوم أن ابن جريج لم يدرك ابن عباس. وقد نقل ابن حجر عن يحيى بن سعيد أنه قال: إذا قال ابن جريج قال، فهو شبه الريح. انظر تهذيب التهذيب (٦/٤٠٤) . ولهذا أورد ابن الجوزي قول ابن عباس هذا بصيغة التمريض فقال: "ورُوي عن ابن عباس" انظر زاد المسير (٣/١٢٥) .
(٤) سورة الأحقاف، الآية: ٣٠.