للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فراشك في القبر ذلك الحصاد

وذخرك في الوزن هذا القدر [٢]

فعمرك أما ادكرت ابتلاء

فإما الجنان وإما سقر

فإن كنت تخشى مساس الجحيم

غدا فاعتنق مله كالقمر

فوحد وكبر وقل: لا إله

سوى الخالق البارئ المقتدر

وشق عن النفس ثوب القنوط

ولا تخش لله أن تنتصر

وسارع فناد إلى المأثرات

وخل الخنوع لقلب الحذر

وفض عن العلم أختامه

وسابق بميدانه الناس طر

وغص في البحار وطر في الفضاء

ليعلم إنك القوي الخطر [٣]

وصابر فلا تغلبنك الصعاب

فإما غلبت فإنك حر

هو الكون يهوي الجريء الغيور

ويرفض كل ذليل دحر

ويفتح للخلق أبوابه

يطالعـ أسراره المبتدر [٤]

تعوذت بالله من أمة

ترامت قواها سماء وبر

وسال لديها اليباب كنوزا

خزائن تجبي نضارا نضر

أثارت من الأرض ما خبأ الله

- م- فيها لكل طلوب صبر

وراح بها شغف في العلو

إلى النجم تسأله: ما الخبر؟

وقد ركبوا اللهب المستشيط

إلى قمر قبلهم لم يزر

وجابوا الفضاء كجوب الخيال

من الليل أرجاء قفر هجر

تراءت لهم معجزات الإله

وآلاؤه باهرات كبر

هو الكون..يا لصنع القدير ٥

رحيب المجال بعيد المقر

يظل له اللب في روعة

ويكبو حسيرا لديه النظر

كواكب جابت بحار الفضاء

به ترتعي سربها ما ذعر

حباها الإله رحاب السلام

ولم يعتل الظهر منها أشر

إذا حيت الأرض في سيرها

تناوحها بالدموع الغزر

وتأسي لها أن علاها كفور

ينغصها بالمآسي الكثر

يعب من الخير ما قد أفاض

بها الله ثم الجحود بطر

ينكس راياتها المشرقات

بنور الإله ويدعو النكر

وما مؤمن عنده آمن

ولا مسلم القلب إلا سخر

كأن من المنكرات العظا

م قولك: ربي الوجود فطر