للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن المسيحيين لا يزالون إلى الآن بانتظار هذا النبي الذي بشرت به التوراة والإنجيل ليبقى معهم إلى الأبد – أي خاتم الأنبياء – وقد سئل المسيح عن صفاته لتميزه عن الأنبياء الكذبة فقال لرعيته: "من ثمارهم تعرفونهم"وهل أعظم من الثمار التي جاءت في تشريع محمد التي أصلحت العرب ووحدتهم بعد نزاعهم وانطلقت بهم في العالم فقضوا على وثنية الفرس والرومان وفتحوا الدنيا من المحيط إلى المحيط بأقل من قرن.

لقد شهد بعظمة الإسلام وصلاحه لكل زمان ومكان وقدرته على سعادة البشرية كلها، وحل جميع مشكلاتهم الاقتصادية والخلقية والسياسية كثير من مفكري وساسة الغرب المنصفين.

إن العالم يعيش اليوم على فوهة بركان مدمر في اضطراب وفوضى وخطر داهم بسبب التشريعات الوضعية القاصرة التي كانت من أهم أسباب نزاعه وحروبه.

ولما كانت المسيحية لا تملك تشريعا مفصلا كالإسلام، وكانت شريعة إقليمية لعصر معين مضى كما أعلن المسيح نفسه ذلك بقوله "إنما بعثت لشياه بني إسرائيل الضالة" وهي تقتصر على نصائح ووصايا لم يعد أكثرها صالحا للحياة والتطبيق وفيها كثير من المتناقضات مما كان سببا في نفور الغربيين منه وانسلاخهم عنه في تشريعاتهم ومدنيتهم وحياتهم العملية. ولكنهم غدوا مع كل ذلك بلا زمام ودون قيود فتكالبوا على المادة حتى أوشكت أن تقضي عليهم وتعرضهم للمهالك وكل ذلك كانت نتيجة رد الفعل للطقوس النصرانية التي تتنكر للعلم والمدنية كما تتنكر للحياة فتحض حتى على ترك الزواج والعزوف عنه. إن المدنية المعاصرة خطر مدمر بسبب تجردها عن الروحانية الصحيحة الموجودة فعلا في الإسلام الذي جمع بين المادة والروحانية في تعاليمه وحض عليهما.