للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٦- ومن الحقوق التي يجب على الأباء الانتباه لها والعمل بها التسوية بين الأولاد في العطية والنفقة والكسوة وغير ذلك لأن ذلك من العدل الذي أمر الله به، وهو فوق ذلك من أسباب الألفة بين الأولاد وعدم عقوق الأب ولا يجوز له أن يفضل بعضهم على بعض لأن ذلك من الظلم الذي نهى الله عنه وقال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم: "الظلم ظلمات يوم القيامة" ولأن تفضيل بعضهم على بعض سبب في بث الحقد بينهم وفي عقوق بعضهم للأب فلا يجوز له أن يساعد الشيطان على دخوله بين الأولاد للإفساد بينهم والدليل على وجوب التسوية بين الأولاد ما ثبت في الصحيحين من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه أن أباه أتى به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إني نحلت ابني هذا غلاما كان لي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أكل ولدك نحلته مثل هذا"فقال، لا. فقال: "فأرجعه" وفي رواية لمسلم من حديث جابر قال: "فليس يصلح هذا فإني لا أشهد إلا على الحق" وفي رواية لمسلم أيضا من حديث النعمان "اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم" وفي رواية لأبي داود "لا تشهدني على جور إن لبنيك عليك من الحق أن تعدل بينهم" هذه الروايات واضحة في وجوب التسوية بين الأولاد وللعلماء في ذلك خلاف، جمهورهم على الاستحباب ولكن الحق أحق أن يتبع وإن خالف الجمهور، فقد سمى الرسول صلى الله عليه وسلم التسوية بين الأولاد تقوى وحقا، وعلا وما سوى الحق إلا الباطل وما سوى العدل إلا الظلم هذا الذي ترجح لي من النصوص ومن أراد زيادة بيان فيراجع نيل الأوطار ج٦ ص٧-١١، والله تعالى أعلم.

هذه بعض الأمور التي أردت التنبيه عليها من حقوق الأولاد على الآباء، وهي إن لم تستوف كل الحقوق تعتبر كالأمهات يمكن إدراج ما لم يذكر فيما ذكر.

حقوق الزوجة على الزوج