للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٤- المكتبات: روى ابن النديم: قال أبو معشر في كتابه (اختلاف الزيجات) : "إن ملوك الفرس بلغ من عنايتهم بصيانة العلوم وحرصهم على بقائها على وجه الدهر إن اختاروا لها من المكاتب أصبرها على الأحداث وأبقاها على الدهر". ولقد كانت هذه الكتب التي تحدث عنها ابن النديم وبركلمان المستشرق الألماني أساسا لكتب تنقل إلى اللغة العربية منذ العصر الأموي، ولقد اتسعت المكتبات الإسلامية في العصر العباسي حتى إن هذا العصر يُعدّ بحقّ عصر الموسوعات العلمية والمكتبات الإسلامية، ولقد ساعد على ذلك اتساع حركة التأليف والترجمة وتقدم صناعة الورق التي هي أساس صناعة الكتاب، ومن أشهر مكتبات ذلك العصر (خزانة الحكمة) أو (بيت الحكمة) في بغداد، ولكن هل كانت مكتبة فقط؟ أم مكتبة ومعهدا مرصدا؟ وأين مكانها؟ وهل أنشأها الرشيد أم المأمون؟ وما نظامها؟ وماذا كان بها من أعمال؟ كل هذه الأسئلة تحتاج إلى إجابة وليس المجال مجال ذلك الآن، ولكن يبدو أن هذه المكتبة كان فيها مكان لنسخ الكتب فلم تكن الطباعة قد عرفت بعد، ومكان للترجمة إلى اللغة العربية، وكان بالمكتبة رئيس للمترجمين ومساعدون، وكان لها مدير وأعوان، وكان فيها مجلّدون إذ يقول ابن النديم: "إن ابن أبي الجريش كان يجلّد في خزانة الحكمة للمأمون", ولقد بقيت هذه المكتبة إلى عهد ابن النديم ونقل عنها.

ولقد جاء في دائرة المعارف الإسلامية "كانت أول مكتبة عامة هي مكتبة دار الحكمة التي أنشأها المأمون في بغداد وجمع لها الكتب اليونانية من الإمبراطورية البيزنطية وترجمت إلى العربية، وكانت المكتبة تحوي كل العلوم التي اشتغل بها العرب وقد ظلّت إلى مجيء التتار سنة ٦٥٦هـ".

كما عرفت المكتبات زمن الخلافة الفاطمية وعند خلفاء بني أمية في الأندلس، وعن طريق محتويات هذه المكتبات كانت الحضارة الأوربية الحديثة.