للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والناس ليس عندهم للعبد نفع ولا ضر ولا هدى ولا ضلال ولا عز ولا ذل ولا خفض ولا رفع إلا بإذن الله بل الرب تعالى هو الذي خلق العبد ورزقه وبصره وهداه ووالى عليه نعمه تترى فإذا مسه الله بضر فلا يكشفه غيره وإذا تفضل عليه بنعمة لم يرفعها عنه أحد سواه وضر الخلق ونفعهم لا يكون إلا بإرادته وبعد إذنه وهذا لا ينافي فعل الأسباب فهو تعالى الذي جعل لكل شيء سبباً وشرع فعلها للعبد غير أنه لا يجوز له أن يغلق قلبه بغير فاطره وإلهه الحق ولا يعتمد ويتكل على السبب بل يفعل السبب ويتوكل على الله تعالى ويعتمد عليه فإن السبب من جملة المخلوقات التي الاعتماد عليها والتوكل عليها يوجب الضرر والخذلان قال تعلى: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} وما علق العبد رجاءه ورغبته على غير الله إلا خاب وخذل وقد قال تعالى: {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزّاً كَلاَّ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً} .