للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

برفع كل ليتأتى عموم السلب وشمول النفي المقصود للشاعر. وأما على قراءة جرهما فالأول مجرور بواو قسم محذوفة والثاني مجرور بالعطف عليه كقولك فوالله والله. وجواب القسم لأملأن. وأقول (اعتراض بين القسم وجوابه) وأما على قراءة رفع الأول ونصب الثاني فتخرج على أن الأول رفع على أنه مبتدأ أو خبر كما تقدم وعلى أن الثاني مفعول لأقول وقدم عليه للحصر أي لا أقول إلا الحق. والفاء لترتيب ما بعدها على ما قبلها.

وقوله: {أَجْمَعِينَ} توكيد للضمير في {مِنْكَ} والضمير في {مِنْهُمْ} والمعنى لأملأن جهنم من المتبوعين والتابعين أجمعين.

المعنى الإجمالي:

قال إبليس: فأقسم بسلطانك وقهرك لأضلنهم كلهم إلاّ من أخلصته لعبادتك أو أخلص قلبه لك. قال الله فأنا الحق ولا أقول إلا الحق، لأملأن جهنم من جنسك ومن أتباعك من ذرية آدم لا أفرّق بين متبوع وتابع بل أدخلهم فيها أجمعين.

ما ترشد إليه الآيات:

١- اعتراف إبليس بعزة الله مع تكبره. ٢- إصراره على إضلال الخلق. ٣- يأسه من المخلصين. ٤- وعيد الله له بجهنم مع أتباعه. ٥- ستمتلئ جهنم بالكافرين. ٦- أن الكفار كلهم في النار.

قال تعالى: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ} .

المناسبة:

هذا عود على بدء لتعظيم القرآن وتمجيده كما هو الملاحظ في السور المبدوءة بالفواتح المفرقة إذ تبدأ بعد الحرف بتعظيم القرآن وتمجيده ثم تذكر اختلاف الناس عليه ثم ما يؤول إليه حال الفريقين ثم يعود إلى تمجيده وتعظيمه ليكون مسك الختام.

المفردات: