للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولقد عنيت بمراجعة صيغ الجموع وصيغ منتهى الجموع بعد دراسة تحليلية تفصيلية لعلي أجد على النار هدىً لتصويب جمع (مدير على مدراء) من عهد الإمام الأول لفن الصرف معاذ الهراء فكنت كالراقم على الماء والناقش في الهواء ثم أبت إلى التراكيب وإنه ليحزنني أن توصف بالأساليب التي تدع المخطئين الخاطئين إلى استعمال هذا الجمع النائي عن الصواب فوجدتها تأتي بعد ذكر الأمراء والوزراء وظني وهو يصدق أحيانا أن الذي طوع جمع مدير على مدراء لزها في قرن الأمراء والوزراء قياسا فاسدا عليهما مع البون الشاسع بينها وبينهما حيث إنه بوزن المفرد يتجلى الفرق لأن وزن أمير ووزير (فعيل) لأن فعليهما (أمر) و (وزر) وكلاهما ثلاثي غير مزيد فيه فيجمعان جمع تكسير على وزن فعلاء فيقال وزراء وأمراء. أما (مدير) فوزنها (مُفْعِل) بميم زائدة لأن فعلها (أدار) بهمزة زائدة في أوله فلا تجمع هذا الجمع لأنه خاص بمثل أمير ووزير وما تضمن معنى يضاهي ما تضمناه من صفة لازمة وكان على وزن فاعل مثل عالم وشاعر. قال العلامة ابن مالك:

ولكريم وبخيل فعلا

كذا لما ضاهاهما قد جعلا

ولقائل أن يقول: فعلام تجمع إذن كلمة مدير وأمثالها؟ , وإنا لنعم المجيبون إن لها في جمعي التصحيح مراغماً كثيراً وسعة وهي في أفيائهما مجمعة مرصعة، منيبين إليه واتقوه. ألا ترى أيها القارئ الكريم أن (مجيبون) جمع مرفوع مفرده (مجيب) وفعله أجاب على وزن أفعل وتصريفها في اسم الفاعل في كل منهما على نسق واحد حيث أعلا بنقل حركة الواو وهي الكسرة إلى ما قبلهما ثم أعلّى بقلب الواو ياء لسكونها بعد كسرة وتلك قاعدة حرفية مطردة ومثلهما كلمة (منيبين) منصوبة ومجرورة. {هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ} , والويل كل الويل لمن {يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا} الآية.