للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي هذا النطاق أيضاً نجد أن الشريعة لا ترى بأسا في الحديث عن المرأة في مجال الإرشاد والتعليم والتعلم وكتب السنة ممتلئة بذكر أمهات المؤمنين وما نقلن من معارف وحقائق، وهذا لا يخل بالرعاية والصون اللازم للمرأة.

بينما قد نرى العكس في بعض المجتمعات حيث نرى الرجل يشعر بالحرج في الحديث عن المرأة التي يرتبط بها، في الوقت الذي يسمح لها بلاحرج في السير خارج المنزل عارية الساعدين مكشوفة الساقين في ثياب تحدد تقاطيع جسمها. .

فماذا يعني هذا؟ إنه يعني عدم الالتزام بالصحيح، وعدم التمسك بالصواب وإنما هو الانسياب مع التيار، والانحلال مع المتحللين. .

سألت صديقاً لي من علماء باكستان لأتبين منه اتحاد طبائع العامة هناك مع طبائعنا هنا فيما يتعلق بقيام الرجل بعرض ابنة له على بعض معارفه محبذاً زواجهم منها, وما كدت أتم الحديث حتى صدرت منه كلمة تعجب واستغراب في سرعة وقوة وقال: لا يمكن أن يحدث هذا, فقلت له: وما رأيك فيما فعل عمر؟ فأجاب بنفس السرعة: ومن مثل عمر؟!

وقد يوجد الملتزمون فرادى في مجتمع غير ملتزم وهؤلاء يعيشون داخل هذه المجتمعات غرباء، ويضيق بهم ويطلق عليهم صفات ظالمة نتيجة لتمسكهم بالحق، والتزامهم بالشرع, فأحياناً يصفهم بالجمود أو التزمت وأحياناً يصفهم بالحنبلة أو التشدد. ... الخ.

والفرق كبير وخطير بين المتشدد والملتزم لأن التشدد قد يجره الأمر إلى الخروج عن نهج السنة طلباً للعسير من الأمور، وحرصاً على التعالي والثقة الكاذبة بالنفس، ولكن الملتزم يمضي وراء السنة فإن كانت عزيمة استجاب لها وصبر عليها، وإن كانت رخصة فرح بها وحمد الله عليها، ودعا إليها. وما خيّر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن خروجا عن الشريعة والسنة. والله يصلح منا ما فسد، ويجعل هوانا تبعاً لما جاء به الإسلام من آداب وأخلاق..