للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ونفوذ وعظه وغوصه على المعاني البديعة وتقريبه الأشياء الغريبة فيما يشاهد من الأمور الحسية بعبارة وجيزة سريعة الفهم والإدراك بحيث يجمع المعاني الكثيرة في الكلمة اليسيرة هذا وله في العلوم كلها اليد الطولى والمشاركات في سائر أنواعها من التفسير والحديث والتاريخ والحساب والنظر في النجوم والطب والفقه وغير ذلك من اللغة والنحو", وقال: "وبالجملة كان أستاذاً فرداً في الوعظ وغيره".

آثاره:

ابن الجوزي من العلماء الذين أكثروا من التأليف في فنون شتى, قال ابن خلكان في وفيات الأعيان: "صنف في فنون عديدة", ثم ذكر نماذج منها وقال: "وبالجملة كتبه أكثر من أن تعد وكتب بخطه شيئاً كثيراً والناس يغالون في ذلك حتى إنهم يقولون: إنه جمعت الكراريس التي كتبها وحسبت مدة عمره وقسمت الكراريس على المدة فكان ما خص كل يوم تسعة كراريس وهذا شيء عظيم لا يكاد يقبله العقل, ويقال إنه جمعت براية أقلامه التي كتب بها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فحصل منها شيء كثير وأوصى أن يسخن بها الماء الذي يغسل به بعد موته ففعل ذلك فكفت وفضل منها وقال الذهبي في العبر: " صاحب التصانيف الكثيرة الشهيرة في أنواع العلم من التفسير والحديث والفقه والزهد والوعظ والأخبار والتاريخ والطب وغير ذلك", وقال الذهبي في التذكرة: "وما علمت أحداً من العلماء صنف ما صنف هذا الرجل", وقال أبو العباس ابن تيمية: "وله مصنفات في أمور كثيرة حتى عددتها فرأيتها أكثر من ألف مصنف ورأيت بعد ذلك له ما لم أره", وقال: "وله التصانيف في الحديث وفنونه ما لم يصنف مثله وقد انتفع الناس به وهو من أجود فنونه وله في الوعظ وفنونه ما لم يصنف مثله ومن أحسن تصانيفه ما يجمعه من أخبار الأولين مثل المناقب التي صنفها فإنه ثقة كثير الاطلاع على مصنفات الناس حسن الترتيب والتبويب قادر على الجمع والكتابة وكان من أحسن المصنفين في هذه الأبواب تمييزاً فإن كثيراً من