للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إنها وقاية الإيمان بالله وهداية التزام دينه، إنها فقط الاستقامة إليه سبحانه بتوحيده والعيش بدينه القيم: {ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} .

إن الوصية الجامعة هي قوله صلى الله عليه وسلم: ".....قل: آمنت بالله ثم استقم"وبما أن الاستقامة ينتج عنها على الدوام فضائل ومحاسن الأعمال، فمن هذه الفضائل والمحاسن حسن وتحسين الأخلاق.

وقد بين وأكد رسول الله بأن حسن الخلق من نتائج الاستقامة، فمن لم يكن حسن الأخلاق فليس بمستقيم، وذلك ما دعا إليه صلى الله عليه وسلم أي التزام هذه النتيجة وهي تحسين الخلق فوجه معاذ بن جبل إليها وهو يوصيه: "استقم ولتحسن خلقك".

وبما أن اللسان كجارحة يعتبر المفتاح الخارجي الذي يعبر عن الاستقامة أو انحراف المفتاح الداخلي وهو القلب من حيث صحة الاعتقاد أو فساده، وحسن القول أو قبحه، وصالح العمل أو طالحه بالنسبة لباقي الجوارح فقد أفهمنا الرسول وأقام الحجة في الرواية الثانية [١] لهذه الوصية بهذه الزيادة وهو يجيب سفيان بن عبد الله الثقفي بعد تخوفه: "يا رسول الله ما أخوف ما تخاف علي؟ فأخذ بلسان نفسه ثم قال: هذا".

وانطلاقاً من هذا المفهوم وتأكيداً لهذه الحقيقة أي استقامة وانحراف جارحة اللسان ينبه ويوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ضرورة استقامتها ويخوف من انحرافها وذلك في الحديث المرفوع عن أبي سعيد الخدري [٢] : "إذا أصبح ابن آدم: قالت الأعضاء للسان اتق الله فينا، فإنك إن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا".

وفي الختام أرى لزاما علي أن أجمل ما تدعوا إليه هذه الوصية:

"قل: آمنت بالله ثم استقم" وما تفهمه وما تبرهن عليه، ليس على لساني ولكن على لسان الشيخ الجرداني رحمه الله، يقول: