للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{أَفَتُمَارُونَهُ} أفتجادلونه وتغلبونه. من المراء وهو الملاحاة والمجادلة، وأصل اشتقاقه من مَرَى الناقة يَمْريها إذا مسح ضرعها للدر. كأن كلاً من المتجادلين يمرى ما عند صاحبه. {أفتمرونه} أي {أفتجحدونه} ممن مراه حقه إذا جحده. {نَزْلَةً} مرة من النزول. {سِدْرَةِ} شجرة نَبِق في السماء السابعة ثمرها كقلال هجر وأوراقها كآذان الفيلة. {الْمُنْتَهَى} موضع الانتهاء أو الانتهاء كأنها في منتهى الجنة وآخرها. أو إليها ينتهي علم من دونها أو تنتهي إليها أرواح الشهداء.. وقيل غير ذلك {الْمَأْوَى} التي يأوي إليها المؤمنون وينزلونها ويسكنونها فلا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين. {يَغْشَى} من الغشيان بمعنى التغطية والستر ومنه الغواشي، أو بمعنى الإتيان، من قوله فلان يغشاني كل حين أي يأتيني وينتابني {زَاغَ} ما وعدل، يعني عما رآه {مَا طَغَى} ما تجاوز ما رآه فما يخبر به هو الحق. {رَأَى} أبصر وعاين. {آيَات} دلائل وبراهين وعجائب. {الْكُبْرَى} العظمى.

التراكيب:

قوله {أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى} الهمزة للاستفهام الإنكاري المقصود منه التوبيخ. الفاء للعطف على محذوف تقديره: أتكذبونه فتجادلونه. كان من حق الفعل أن يتعدى بـ (في) كما يقال: جادلته في كذا وماريته فيه. لكنه لما ضمِّن معنى الغلبة عُدِّي تعديتها. وأما الفعل على قراءة {أفتمرونه} فكان من حقه أن يتعدى بنفسه ولكنه لتضمنه معنى الغلبة أيضا عُدي بـ (على) كذلك. و {مَا} في {مَا يَرَى} موصولة والعائد محذوف أو مصدرية. وإنما جاء {يَرَى} بصيغة المضارع - وإن كانت الرؤية قد مضت - إشارة إلى ما يمكن حدوثه بعد، ولحكاية الحالة الماضية استحضارا لصورتها البديعة في ذهن المخاطبين.