للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لقد عرف المؤرخون التاريخ تعريفات شتى تختلف عمقا، ودقة، وشمولا، وبعدا من الصواب أو مقاربة له، وإليكم نمادج منها.

أولا: قال ابن خلدون [٧] (٧٣٢-٨٠٨هـ-١٣٣٢-١٤٠٦م) :

((فن التاريخ...هو في ظاهره لا يزيد على أخبارٍ عن الأيام والدول، والسوابق من القرون الأول، وباطنه نظر وتحقيق، وتعليل للكائنات ومبادئها دقيق، وعلم بكفيات الوقائع وأسبابها عميق، فهو لذلك أصيل في الحكمة [٨] وعريق، وجدير بأن يعد في علومها وخليق)) .

ثانيا- يقول محيي الدين محمد بن سليمان الكافيجي [٩] (٧٨٨-٨٧٩هـ-١٣٨٦-١٩٧٤مـ) : "وأما علم التاريخ فهو علم يبحث فيه عن الزمان وأحواله، وعن أحوال ما يتعلق به من حيث تعيين ذلك وتوقيته".

ثالثا: -يقول محمد بن عبد الرحمن السخاوي [١٠] (٨٣١-٩٠٢هـ-١٤٢٧-١٤٩٧مـ) : "التاريخ في الاصطلاح التعريف بالوقت الذي تضبط به الأحوال من مولد الرواة والأئمة، ووفاة.. ورحلة وحج، وحفظ وضبط وتوثيق، وتخريج، وما أشبه هذا مما مرجعه الفحص عن أحوالهم في ابتدائهم وحالهم واستقبالهم، ويلتحق به ما يتفق من الحوادث والوقائع الجليلة، من ظهور ملمة، وتجديد.. خليفةٍ ووزير، وغزوة، وملحمة، وحرب، وفتح بلد، وانتزاعه من متغلَّب عليه، وانتقال دولة، وربما يتوسع فيه لبدء الخلق، وقصص الأنبياء، وغير ذلك من أمور الأمم الماضية وأحوال القيامة، ومقدماتها مما سيأتي، أو دونها كبناء جامع أو مدرسة، أو قنطرة، أو رصيف، أو نحوها، مما يعم الانتفاع به، مما هو نافع مشاهد، أو خفي سماوي، كجراد، وكسوق، وخسوف وكسوف، أو أرضي كزلزلة، وحريق، وسيل، وطوفان، وقحط، وطاعون، وموتان، وغيرها من الآيات العظام، والعجائب الجسام، والحاصل أنه فن يبحث فيه عن وقائع الزمان من حيثية التعيين والتوقيت بل عما كان في العالم".