للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا وقد رأينا آنفا أن مجموعة من الأنصار سعت إلى المهاجرين واجتمعت إليهم وهم أسيد بن حضير في بني عبد الأشهل - رضي الله تعالى عنه وعنهم - معبرا بذلك عن وجهة نظره وهي أن المستوى الذي يجب أن ينتخب الخليفة منه هو المهاجرون، بل كان منهم من يرى أن ينفرد المهاجرون باختيار الخليفة كما رأينا من قول عويم بن ساعدة، ومعن بن عدي - رضي الله تعالى عنهما -.

المهم أن هذه وجهات نظر كان يراها بعض الأنصار - رضوان الله تعالى عليهم -.

في المستوى الذي يجب أن يختار منه الخليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بناء على ما لديهم من ظواهر وإمارات ولا يقدح ذلك في إخلاصهم ولا يخدشه بدليل أنه حين تبين لهم على لسان الصديق رضي الله عنه أن هناك نصا يقطع كل شبهة ويحدد المستوى الذي يجب أن يكون منه الخليفة وهو قريش سلموا به وأجمعوا عليه ولم يتخلف منهم أحد - رضي الله تعالى عنهم - وما أعمق فهم العلامة ابن كثير - رحمه الله تعالى - لما توخاه الصحابة - رضي الله تعالى عنهم - من الأقوال التي طرحت في اجتماع السقيفة، وما أروع قوله الذي عبر به عن فهمه العميق هذا حين قال: "ووقعت شبهة لبعض الأنصار وقام في أذهان بعضهم جواز استخلاف خليفة من الأنصار". "وتوسط بعضهم بين أن يكون أميرا من المهاجرين وأميرا من الأنصار.. حتى بين لهم الصديق أن الخلافة لا تكون إلا في قريش، فرجعوا إليه وأجمعوا عليه" [٢] .