للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقوله: {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً} استئناف لبيان ما أجمل أولا من العذاب. وقوله: {تَنْزِعُ النَّاسَ} يجوز أن يكون صفة للريح أو يكون حالا منها لأنها وصفت فقربت من المعرفة. ويحتمل أن يكون مستأنفا. وإنما قال: " تنزع الناس " ولم يقل: تنزعهم فوضع الظاهر موضع الضمير ليشمل ذكور هم وإناثهم. وقوله: " كأنهم أعجاز نخل منقعر " في محل نصب على الحال من الناس وهي حال مقدرة، وقيل في الكلام حذف والتقدير: فتتركهم كأنهم أعجاز نخل. وإنما شبهوا بأعجاز النخل وهي أصولها بلا فروع لطولهم، ولأن الريح كانت تقلع رؤوسهم فتبقى أجسادا بلا رؤوس وإنما ذكر الصفة وهي منقعر بالنظر إلى لفظ النخل. والنخل اسم جنس يذكر ويؤنث. والتذكير هنا أولى لمناسبة الفواصل. وأنث في الحاقة فقال: {أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ} بالنظر إلى المعنى ولمناسبة الفواصل فيها.

المعنى الإجمالي:

جحدت قوم هود رسالة هود فعذبوا فكان عذابهم عجيبا غريبا. إنا سلطنا عليهم ريحا شديدة الصوت أو البرد في يوم تطاير شره عليهم، وامتد بلاؤه، تقلع ذكورهم وإناثهم، من حفر الأرض المندسين فيها، وتصرعهم على رؤوسهم، فتدق رقابهم، فتبين الرأس من الجسد، مشبهين بأصول نخل لا فروع لها، وقد قلعت من مغارسها، لقد عذبوا فكان عذابهم عجيبا، إنا سهلنا القرآن وهيأناه للتلاوة والحفظ فهل من متعظ موجود.

ما ترشد إليه الآيات:

١- بيان نوع العذاب الذي عذب به قوم هود.

٢-حالتهم البشعة عند نزول العذاب عليهم.

٣-تخويف قريش وتهديدهم.

٤-الإعذار بتيسير أسباب المعرفة.