للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم يقول في ص ١٧٣: "ودراسة الدين والأخلاق إذن تتجه إلى النشأة والمظاهر وعوامل التطور، وظواهر التطور، وليس للسماء في الدراسة من نصيب إلا وصف الظاهرة نشأت في المجتمع".

ويقول في ص ١٧٤: "ومن هنا كانت الظاهرة التي تجدها في طلبة الجامعات في أوربا من الاستخفاف بكثير من العقائد وبكثير من القيم، وينتهي الطالب بالإلحاد"، ثم يقول في ص ١٧٦: "إن اليهود يهدفون من وراء كل ذلك إلى السيطرة على العالم، وألا يقف في وجههم قوة من إيمان أو قوة من خلق"، ويقول الشيخ في ص ١٧٧: "ولم يكن من السهل عليّ في أثناء هذه الدراسة الاستمساك الواثق بالقيم والمثل التي نشأت عليها، ولولا عون من الله سبحانه وتوفيق منه لصرت كواحد من هؤلاء الآلاف الذين يدرسون في الجامعات الأوربية ثم يخرجون منها وقد تحطمت في نفوسهم المثل الدينية الكريمة".

هذا ما كتبه الشيخ عن الدراسة في فرنسا بل في الجامعات الأوربية بعامة، والواقع أن ما كتبه ليس جديدا فهو معروف منذ عاد طه حسين من فرنسا وبدأت ظاهرة التشكيك تظهر في كتاباته وفي كتابات كل من درس في أوربا قبل سفر الدكتور عبد الحليم محمود في تصميم وإصرار على الدراسة في فرنسا برغم معارضة والده.

صحيح أن الشيخ يؤكد أنه لم يتأثر بموجة الإلحاد، ويزهو بثباته وتمسكه بمبادئ دينه الحنيف، ولا يثبت لنفسه إلا كل فضيلة على طريقة من يكتبون كتبا عن أنفسهم بأسلوب الكتابة الذاتية كما يسمونها، ولكن الشيخ لم يحاول وهو في موقع المسئولية أن يمنع سفر الطلاب والفتيات للدراسة في أوربا مع علمه بأن الكثيرين منهم يذهبون لدراسة العلوم الإسلامية في هذه البلاد التي تطغى فيها موجة الإلحاد.