للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"إن أول ما ينتظره اليهود من "مسيحهم المرتقب"، مبادرته إل ذبح جميع شعوب العالم وإبادتها، مستخدماً سيف الانتقام الدموي "اليهودي"كما حاولوا أن يفعلوا بنا، نحن المسيحيين، وكما يودون لو استطاعوا تكرار المحاولة بنجاح".

وكم هي صيحة تبددت في فضاء الغفلات قول لوثر يومئذٍ "ولن يعرف التاريخ كذلك شعباً بمستوى الجشع الذي يتميز به اليهود، فهكذا كانوا، وهكذا هم اليوم، وهكذا سيبقون إلى الأبد، وهم يمنون النفس الآن.. والرجل كان يتكلم في القرن السادس عشر - بأنه حال ظهور "مسيحهم المرتقب"فسيبادر أيضاً إلى جمع ذهب العالم وفضته ليوزعها بالتساوي عليهم".

ويردف لوثر قائلاً: "وبينما يعفوا الأمراء وأصحاب السلطة والمسئولون في العالم، غافلين عما يدبر حولهم وبين ظهرانيهم يتابع اليهود سرقة وسلب ما يريدون من خزائن هؤلاء وصناديقهم المفتوحة. والمسئولون بذلك إنما يخاطرون بأنفسهم وبرعاياهم حينما يتركون اليهود يمتصون دماءهم ويسلخون جلودهم برباهم الأسطوري الفاحش وأساليبهم الاحتيالية الخادعة.. وهكذا يتحول الأمراء والمسؤلون.. وهم أصحاب المال الشرعيون أصلاً - إلى شحاذين فقراء في بلادهم".

وكأني بالرجل وبيننا وبينه هذه القرون يرى بعض الواقع في ديارنا بخاصة وفي العالم عامة!! "وفي كل واد أثر من ثعلبة"! ..

ثم يقول الرجل بمرارة وأسىً تعتلج بهما أنفس كثيرين وإن كان الداعي اليوم أمعن وأوجع.. "لقد استولى اليهود على أموالنا وأرزاقنا، فأصبحوا أرباب نعمتنا على أرضنا وفي وطننا، وهم المنبوذون "..

أقول: لقد صنع منبوذوا الأمس لأنفسهم وطناً، واتخذوا القدس له عاصمة، وهم يعملون جهرة للانسياب والتسلل إلى مقدسات أخرى وديار، وما كان شيء من ذلك يكون لولا غيبة الدين وما يستتبعه من أنانيات وغفلات يقول في مثلها علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "لا قيام للباطل إلا في غفلة الحق"..