للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الذكريات المقدسة.. التي لا تنفك تشد قلبي إليك..

ذكريات السفينة الأولى.. التي أبحرت من سواحل الشام..

تحمل إليك أكرم وأعظم ,اسعد هدية..

تحمل إلى أرضك الحائرة التائهة راية محمد صلى الله عليه وسلم..

أتذكرين تلك الراية يا قبرص العزيزة؟..

تلك التي شرف بها فضاءك أصحاب البشير النذير..

الذي أرسله الله رحمة للعالمين..

فهداك الله بهم بعد ضلال..

وأمتعك بالأمن الذي حُرمتِهِ أجيالاً إثر أجيال..

٣- أجل يا قبرص العزيزة..

إنما نحبك بهذه الروح..

وبهذه الروح نتلقى نفحات ترابك..

التي تحمل إلى رئاتنا أشذاء أولئك المصطفين الأخيار.. من تلاميذ المدرسة الربانية المباركة التي..

ربى بها الوحي جيلاً لا كفاء له

على البسيطة من عُجم ومن عرب..

بهذه الروح أحببناك..

وبهذه الروح بكيناك.. وشاطرناك أوجاعك عندما أقدم متعصبة (أيوكا) ..

وورثة الوثنية الفاجرة..

من سلالة (مارس) رمز الفتك والقتل..

ومن عُبّاد (فينوس) تمثال الدعارة والخيانة..

عندما أقدم هؤلاء البغاة على ترويعك.. وتدمير مساجدك التي يذكر فيها اسم الله..

تجريدك من بركات تلك الراية المقدسة..

وردك إلى المتاهات القديمات من ظلمات الجاهليات..

٤- بلى.. أيتها العزيزة

يا قبرص الإسلام..

بهذه الروح المحبة الباكية قدمنا لزيارتك اليوم..

ولكن.. أيتها الأرض الجميلة الخصبة الغافلة..

أين الإسلام الذي أحببناك به وقصدنا إليك من أجله؟..

أين معالم التراث العظيم الذي نترقب رؤيته عندك؟!

أكل ما بقي لك من الإسلام هذه المساجد..

المساجد.. التي تكاد تخلو من المصلين..

لولا تلك البقية من الشيوخ..

الذين يتلاشون في غمار الموت شيئاً بعد شيء!..