للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تدور كلمة التربية حول تنشئة الطفل مادياً بتغذيته ورعايته جسمياً، وعقلياً بتزويده بما يناسبه من ضروب المعرفة الإنسانية والثقافة البشرية، وروحياً بتزويده بما يزكي نفسه ويسمو بها. فالكلمة لغوياً ترد بمعنى الرعاية والزيادة والإصلاح والنشأة والنماء وقد تكون الكلمة مشتقة من ربا الشيء ربواً ورباءً أي زاد ونما أو من رب كما جاء في القاموس المحيط "فربها نماها وأصلحها وربرب الرجل إذا ربى يتيماً وربربت الأمر أصلحته وجعلته متيناً قوياً والربيبة الحاضنة لأنها تصلح الشيء وتقوم به تجمعه " [٣] فالكلمة تدل على معنى الإصلاح والجمع وقد تستعمل مجازاً بمعنى علو المنزلة والتهذيب فيقال: فلان في رباوة قومه أي في أشرافهم.

يختلف مفهوم التربية باختلاف المنطلقات الفلسفية التي تخضع لها النظريات التربوية وباختلاف الطرق والوسائل التي تسلكها الجماعات الإنسانية في تدريب أجيالها وإرساء قيمها ومعتقداتها وباختلاف الآراء حول مفهوم العملية التربوية نفسها وطرقها ووسائلها فالتربية عند أفلاطون عملية توجيه وجذب الأطفال إلى الطريق الذي رسمته القوانين وأكدت عدالته خبرات ذوي العقول المفكرة ويرى أن التربية والسياسة تهدفان لتحقيق النظام الأسمى في الحياة ويجب أن تكون التربية في مراحلها الأولى أدنى إلى التسلية منها إلى الجد لأنها وسيلة الكبار لمعرفة ميول الأطفال الطبيعية والتربية مرتبطة عنده بالأخلاق التي يقصد بها العلاقات الإنسانية وطرائق العمل وأهمية ربط التربية بالأخلاق أن الأخلاق تؤدي إلى كبح جماح الشهوات عند الإنسان وتدفعه لطريق الحق والخير فتنعدم المنازعات بين الناس. وركيزة الأخلاق عنده إيمان الناس بإله وبدين يهديهم سواء السبيل فيه من الثواب ما يشجع على الخير ومن أساليب الشر ما ينهى الضال عن شروره ويعضد الثواب والعقاب بحتمية الخلود النفسي حتى يطمئن المثيب إلى أعماله ويخاف المذنب شر أفعاله.