للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٥- وجدير بالمدرس أن يتفطن إلى أسلوب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكلام، وكيف كان يؤدي معانيه في أناة تمكن السامع من الاستيعاب، حتى لو شاء لعد ألفاظه، وكذلك تكراره لعباراته حتى لا تغمض على السامعين.

والفائدة التي نقتبسها من هذه الطريقة ألا نعجل في خطاب تلاميذنا عند الشرح...وأن نتخذ كل الوسائل التي من شأنها تمكينهم من الفهم والاستيعاب والحفظ.

وطبيعي أن نهوض المدرس بمثل هذه الأعمال تقتضيه أن يكون ذا ثقافة حية واسعة، وهذا يعني أن عليه أن يكثر من الاطلاع على العلوم قديمها وحديثها، ولا يتوافر له ذلك إلا بالإكثار من المطالعة لتجديد عقله بالكتب النافعة، فإن معلومات الإنسان كالماء، إن لم يكن على اتصال دائم بالمنابع الصالحة انتهى إلى الفساد، وسعة معلومات المدرس تساعده على إفادة تلاميذه في كل ما يشكل عليهم، فلا يشعرون بعجزه، لأن عجز المدرس وقصور إدراكه يعرضانه لسخرية طلابه، وعليه أن يتعهد تغذية عقول تلاميذه بإرشادهم إلى الكتب الملائمة لمداركهم والنافعة لهم في دينهم ودنياهم، ولا يتأتى له هذا ما لم يكن على صلة بما ينشر ويكتب.

درس نموذجي في الحديث الشريف

على السبورة

(وما ينطق على الهوى)

مقرر اليوم من

الحديث النبوي

٦/٧/١٤٠٠هـ

عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة، فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، إذا ستقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا: لو خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا، فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا" رواه البخاري.

عمل المدرس في هذا النص:

١- تعريف موجز بالصحابي راوي الحديث، وبالبخاري مخرجه ومنزلة كتابه الجامع.

٢- قراءته للحديث في أناة وتفصيل.