للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعدنا إلى الفندق، وفي هذا اليوم قص لنا الأخ عبد الغفور مشاكله مع بعض الجاليات الإسلامية التي قد سمعنا عنها من قبل وكنا نود أن نصلح بينه وبينهم، بل كنت أقول لزميلي الدكتور محمد بيلو: لو لم يكن في رحلتنا هذه إلا الإصلاح بين هؤلاء القوم لكفانا.

حالقة الدين:

لذلك عرضنا على الأخ عبد الغفور استعدادنا للصلح بينه وبين خصومه وكان يائسا هو من ذلك. وحاول أن يدخل اليأس في نفوسنا، ولكننا ألححنا عليه، وذكرناه بالنصوص الواردة في الخلاف وذمه وفي مدح الاعتصام والاتفاق ووجوب تحقيق الأخوة الإسلامية، وبعد مناقشة طويلة وافق على تدخلنا في الموضوع قائلا سوف لا تجدون قبولا لذلك عند الآخرين وكنا اتصلنا بالأخ عمر الصوباني الأردني الذي يسكن في مدينة من مدن ولاية ديترويت وطلبنا منه الحضور ليشاركنا في الإصلاح، لأنه قد بلغنا أن القاضي يحيى بن لطف الغسيل اليمني رئيس مكتب التوجيه والإرشاد في صنعاء قد زار المنطقة وحاول الإصلاح كذلك، ومن ضمن ما عمله عندما لم ينجح في مهمته أن شكل لجنة للإصلاح من ضمنهم الأخ عمر المذكور، والأخ الليبي علي رمضان أبو زعكوك وهو طالب في إحدى الجامعات في الولاية أيضا، ولكن هذا الأخير لم نجده.

أما الأخ عمر فقد جاء جزاه الله خيرا وبقي معنا يومين في محاولة جادة مع الطرفين، وقد تلمسنا الأخبار أولا من بعيد فتأكد لنا عن عبد الغفور ما يلي: -

- عندما ابتعثته دار الإفتاء، جاء إلى ديترويت، وكان أول من أعانه ووقف بجانبه الحاج فوزي مرعي الفلسطيني ضد رئيس الجمعية السابق وهو فلسطيني أيضا ولكنه هو وجماعته كانوا يبيحون قاعة المسجد السفلى لاحتفالات الجاليات في الأعياد ومناسبة الزواج وغير ذلك، ويحصل في ذلك ما يحصل من المنكر، تكشف النساء واختلاط الرجال بهن، مع الرقص واستعمال آلات الملاهي، وأن المسجد لم يكن يفتح للصلاة إلا نادرا لعدم وجود إمام متفرغ فيه.