للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قلهات بلد وضع على ساحل البحر والجبل محيط به ويقال إنّها على وضع عدن. ماؤها طيب يجلب من منده وبها نهر سقراط معينة من الجن الجبل يجري بين نخيل وبساتين خفيف مريء عذب فرات. قال أهل اللغة: إما عمان فإنها تسمى بعمان بن نعسان بن إبراهيم الخليل عليه السلام وهو الذي بناها. قال أبن المجاور: وما سمي هذا الإقليم إقليم عمان إلاّ إنّها تعم بالخير. مأكولهم التمر والسمك ولبسهم الأزرق مكشوفين الرؤوس. يشترون كل سبعة رجال منهم جارية وكلما دخل واحد من السبعة خلع نعليه وخلاهما على الباب فإذا جاء أحد السبعة راى النعل عاد على أثره راجعا لعلمه إنّ أحد اصحابه عند الجارية. وليس في جميع الربع المسكون ابغض منهم للغريب. يقول زيد لعمرو: أي باق غريب بالجندل، يعني الحجر، وانزل عليه بالروبان وزيده بالعصا! ولبس أحد أذل منهم، إذا عاينوا السراق في البحر يقول بعضهم لبعض: أي بالمال ما نعطيه أسلم تسلم؟ فيسلمون المركب للسراق ويخرجون عرايا الاستاه. وليس في جميع القبابين أصغر من قبان قلهات.

[من قلهات إلى مسقط]

من قلهات إلى طيوى ثلاثة فراسخ. وإلى مسقط ستة فراسخ. هذا الاسم الأصل فيه مسكت، ويقال لمّا وصل إليه الصحابة سكت كل من كان بها فسميت مسكت والله اعلم

[صفة العنة]

وفي مسكت عنة وعلى فم العنة ناظور لا يزال قاعدا فإذا دخل العنة سرب سمك علم الناطور كم عددهم. فسئل عنه فقال: إذا شاهدت مقدم الأسماك أعلم كم يكون عدد أشياعها وأتباعها وذلك من كثرة التجارب والخبرة. وكانت هذه المدينة مرسى مدينة صحار وفي هذه المدينة كانت ترسي المراكب القادمة من أطراف ٠٠٠٠ وكانوا يصعدون بالخف والبربهار إلى صحار يبتاعون ويتشارون. ز منها كانت تصعد البضائع إلى كرمان ومن كرمان إلى سجستان وكانت البضائع تتفرق في خرسان وما وراء النهر وزاويلستان والغور وكرميل. وإلى حي عاصم ستة فراسخ. وإلى أسرار ستّة فراسخ. وإلى صحار أربع فراسخ.

[صفة صحار]

حدّثني أبو المجد بن أبي محمّد الكمال بن الكمال العلوي الحسني قال: إنّ صحار كانت أثنى عشر ألف قرية مع أثنى عشر ألف قصر مع أثنى عشر ألف نهر مع أثنى عشر جامع، وكان يسكن كل ناخوذة قصر ويشرب أهله من نهر فإذا كان يوم اللجمعة يحتاز إلى الجامع في تسعة وتسعين من خدمه وأشياعه وقرابته وأعوانه. حدّثني بعضهم قال: كان بعد بنائها مائة واثنين وتسعين قبان لوزن البضائع للطالب والمطلوب.

[صفة دار الختمة]

بنى ناخوذة دارا وأمر أن يكتب القرآن بالذهب فيها والأصح في خشب الساج توازير الدار مقطع مركب في أثنى عشر كتبا فصح فيه تمام الختمة في سطر واحد من الدار وسعته فسمى الدار دار الختمة. وكان بناه القوم بالآجر والجص والخشب الساج فخرب الجميع وصارت الجن تسكن حول القصور. حدّثني الشيخ أبو بكر البصري المحل قال: إنّ هذه الأعمال كانت لملوك كرمان من آل سلجوق فاندرثرون وتغلبت الغزة عليهم وخليت البلاد وتسلطت العرب على هذه الأعمال وأخربوها.

سافر زيد من وطنه ورجع فإذا هو يرى بحارة الحمال رجع قاضي البلدة. وقال القاضي يعني الحمال لزيد ابسط ما كان من الإبل الأوائل من الرفعة وما نحن الآن فيه من الهبوط؟ قال زيد كيف ذلك أدام الله مجلس مولانا القاضي وثبت قواعده؟ قال القاضي في الدور الأول ارتفعت الأوائل إلى أن كنا حمالين للقوم الحطب والأواخر رجعت قاضي حكمهم. قال أبن المجاور إذا كانت الأوائل حتى سكنوا تلك القصور وما نحن فيه الآن حتى قنعوا مسكني التصاريف من الخرابات. كما قال

يا باكيا بعد الأح ... بة في المنازل والدمن

من بعد يوم فراقهم ... أعلمت ما طعن الوسن

فأجابني: لا والذي ... قلبي إليه مرتهن

كيف السكون إلى الرقا ... د وقد نأي عني السكن

ومتى تقر دموع من ... يغتاله صرف الزمن

وللقاضي أبي بكر الرافعي:

استغفر الله للذي ودعا ... ونحن للغربة نبكي معا

سبل من أجفانه أدمعا ... لمّا رآني مسبلا ادمعا

وقال لي عند فراقي له ... ما اعظم البين وما اوجعا

<<  <   >  >>