للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال أبن المجاور: ومن عدن إلى مقدوشوه موسم ومن مقدشوه إلى كلوة موسم ثاني ومن كلوة إلى القمر موسم ثالث، فكان القوم يجمعون الثلاثة المواسم في موسم واحد. وقد جرى مركب من القمر إلى عدن بهذا المجرى سنة ست وعشرين وستمائة أقلع من القمر وكان طالباً كلوة فارسي بعدن. ولمراكبهم أجنحة لضيق بحارهم ووعرها وقلة الماء بها. فلما ضعف القوم وأستقوت عليهم البرابر أخرجوهم منها وملكوا البلد وسكنوا الوادي، موضع هو الآن عامر بصرائف وهم أوّل من بنى الصرائف بعدن. وبعدهم خراب المكان وبقي على حاله إلى أن انتقلوا أهل سيراف وقد تقدم ذكرهم. ووقع سلطان شاه بن جمشيد بن اسعد بن قيصر في عدن فنزل وتوطن بها فانعمر الموضع بمقامه وكان يجلب إليهم مياه الشرب من زيلع. فلما طال عليهم البعد بنوا الصهريج لأجل ماء الغيث ونقل طين البناء من نواحي أبين ويقال من زيلع. فلما كثر الخلق بعدن بنوا بها الحمامات وبني الحمام عند حبس الدم فسيل فغسل الأرض سنة اثنين وعشرين وستمائة. وبنوا الجامع وذلك عند حمام المعتمد رضي الدين علي بن محمد التكريتي ووضع مربط الفيلة في سنة خمس وعشرين وستمائة فملأ لحف الجبل الأخضر بالطول والعرض. فلما رأى ذلك تولى السلطنة.

ذكر ألقاب ملوك العجم الذين تولوا ملك عدن

<<  <   >  >>