للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومنهم الأخرم السِّنْبِسّي الشاعر، وهو القائل:

لما التقى الجمعان جمعا طيء ... كُلُّ يقول فَلَيْتَنا لا نُهْزَم

فتصادم الجمعان ثم علاهما ... أمرٌ وسيف للمنّية مخدم

ولي بخير والسنان بِخَلْقه ... ويقول نحنُ لَكُم أعقَّ وأظلم

يدعو جديلة والرماح تكبهم ... حتى استتَبُهُم شقيق أدهم

زعموا بأنا لا تُكِرُّ جِيَادنا ... وهمُ الفوارِسُ والفَوَارِسُ أعْلَم

بنو هني: ومن ثعل بَنُو هني بن عمرو ثُعل. ومنهم إياس بن قَبِيصة بن أبي نفر بن النُّعمان بن حيَّة بن سعنه بن الحارث بن الحويرث بن ربيعة بن مالك بن سقر بن هني بن عمرو بن ثُعل، ملك الحيرة بعد النعمان بن المنذر، وهو الذي كان كسرى يُتيَّمن به، وهو الذي هَزَم الروم وفرّق جموعهم لما نزلوا النهروان في أيام أبرويز، وللأعشى فيه مدائح كثيرة، وغيره من شعراء العرب.

ومنهم عمه حنظله الخير بن أبي عُفْر بن النعمان بن حيّة بن شعنة بن الحارث، وكان يتكلم بالمواعظ، وتَفدُ إليه العرب لتسمع من مواعظه، ويزعم في شأنه أن دينه ليس بدين الحق، وكان كاهن العرب، يزعم أنه نبي، فلما طال عُمره تبتَّل وترك الدنيا، ورفض بها، وكان ابنه الحبارس، واسمه حسان فارس الضُّبَيْب - وهو اسم فرسه - وهو أفرس العرب في زمانه، وهو الذي قال لكسرى أبرويز يوم هزيمته بهرام جور وقذفت به فرسه. وطلب من النعمان فرسه اليحموم أبى أن يعطية إياه فقال له حسان: حياتك خيرٌ للعامة من حياتي، فاركب الصُّبَيْب فرسي وأنْجُ بنفسك. ففعل وركب، وركب حسان السندان فرس أبرويز ونجا في غمور الناس. وفي ذلك يقول حسان شعرا:

أعطيت كسرى ما أراد ولم أكن ... لأتركه في الجيش يعتثر راجلا

بذلت له ظهر الضُّبَيب وقد بدت ... مسومة من خيل بزل ورايلا

فلما قَرّ كِسْرى في ملكه أتاه حسان فأقطعه ضياعا بالسواد، وكان أول عربي يُقطِع له بالسواد.

ومنهم الأخيل، وهو أبو المقادم بن عبيد ابن أرغْشَمَ الشاعر، يُرَد إلى بني بُحْتُر. والأغشم من الغشم وهو الظلم والبغي - والسَعنةٌ من قولهم ماله سَعْنَةٌ ولا مَعْنةٌ والسُّعن سِيقَاءٌ صغير يُنتبذَ فيه أو يُسْتَقى فيه. ومنهم أبو زبيد الشاعر واسمه حَرْملة بن المنذر بن معدي كرب بن حنظلة بن النعمان بن حية ابن سعنة بن الحارث بن الحويرث بن ربيعة بن مالك بن سقر بن هني بن عمرو بن ثعل وكان نصرانيا. وزبيد تصغير زبد والزَّبْدُ العطاء.

بنو بَوْلان

ومن طيء بنو بَوْلان واسمه غصين بن عمرو بن الغوث بن طيء، أغار على بني بَوْلان فاستاق سبيهم واستاق في السبي ابنة لمعتر يقال لها ماوية. فلحقها أبوها معر فقتله.

ومنه بنو صيفي وهو سادن الفلس والفِلس صنم كان لطيء.

ومنهم خالد بن عَنَمة الشاعر الجاهلي.

ومنهم قَلْطف الكاهن - والقلطفة الخِفَّة في قِصَر جسم. وكان منهم عبد الله بن خليفة، وكان سيدا شاعرا، وكان على قومه عند علي بن أبي طالب يوم صفّين.

ومنهم معين بن ضغير، وكان يعد من دهاة العرب، وهو قاتل عبيد ابن أبي الحارث الغساني. ومن شعراء بني بَوْلان أبو ضغير، ومن جيد شعره قوله: أودهم ودَّا إذا خامر الحشا أضاء على الأضلاع والليل دامس

بني رجل لو كان حَيَّا أعانني ... على ضُرِّ أعداي الذين أمارس

ومنهم وَبَرة بن سلامة بن أوفى الشاعر. ومنهم قَسَامة بن رَوَاحة الشاعر. ومنهم بنو حزم، واسمه ثعلبة بن عمرو بن الغوث بن طيء، ويقال حزم بن عمرو بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن كيء. وكان منهم فارس حزم عامر بن جوين بن عبد رضي بن قمران بن ثعلبة ابن عمرو بن ثعلبة بن حيان بن حزم، وكان جمرة من جمرات العرب وكان شاعرا مع بأسه وشرفه. ومنهم عبد عمرو بن عمار الشاعر، وكان من خطباء مدبح كلها، وكان من أمتع الناس حديثا، فبلغ النعمان حسنُ حديثه، فدعاه إلى منادمته، وكان النعمان أحمر العينين أحمر الشعر والجلد، وكان شديد العربدة قَتَّالاً للندماء، فنهاه أبو قردود الطائي عن منادمته، فلم يقبل منه، فلما قتله النعمان رثاه فقال:

إني نَهَيْتُ ابنَ عمار وقلت له ... لا تأمْنَنْ أحمر العينين والشعر

<<  <   >  >>