للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقيل. كان مما خرج به آدم معه من الجنة صرَّةٌ من حنطة، وقيل إن الحنطة إنما جاءه بها جبريل عليه السلام بعد أن جاع آدم واستطعم ربه تبارك وتعالى، فبعث الله إليه مع جبريل تسع حبات من حنطة، فوضعها في يد آدم عليه السلام، فقال آدم لجبريل: ما هذا؟ فقال جبريل: هذا الذي أخرجك من الجنة، وكان وزن الحبّة منها مائة ألف درهم، فقال آدم: ما أصنع بهذا؟ قال: انثره في الأرض. ففعل، فأنبته الله من ساعته، فجرت سُنة في ولده البذر في الأرض. ثم أمره فحصده، ثم أمره فجمعه وفركه بيده، ثم امره أن يذريه، ثم أتاه بحجرين فوضع أحدهما على الآخر فطحنه، ثم امره أن يعجنه، ثم أمره أن يخبزه ملة. وجمع له جبريل الحجر فقدحه فخرجت منه النار. فهو أول من خبز الملة.

قال أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد الطبري في هذا القول: وهذا الذي حكيناه عن قائل هذا القول خلاف ما جاءت به الروايات عن سلف أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك ان المثنى بن إبراهيم الآملى: حدثني قال. حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الرزاق قال اخبرنا سفيان بن عيينة وابن المبارك عن الحسن عمارة عن المنهأل بن عمرو عن سعيد بن جُبير. عن ابن عباس قال: كانت الشجرة التي نهى الله تعالى عنه آدم وزوجته السُّنبلة، فلما أكلا منها بدت لهما سوءاتهما، وكان الذي وارى عنها سوءاتهما أظفارهما، وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة - ورق التين - يلصقان بعضه إلى بعض، فانطلق آدم مولياً في الجنة، فأخذت برأسه شجرة من الجنة، فناداه ربه تبارك وتعالى: يا آدم أمني تفر؟ قال: لا: وكني استحييت يا رب، فقال: أما كان لك فيما منحتك من الجنة وأبحتك منها مندوحة عما حرَّمت عليك؟ قال: بلى: ولكن وعزتك وجلالتك ما حسبت ان أحداً يحلف بك كاذباً، قال: وهو قول الله تعالى) وَقَاسَمهُما إني لكُما لَمِنَ النَّاصِحين (قال: فبعزتي لأهبطنك إلى الأرض. فلا تنال العيش إلا كذا. قال فأهبط من الجنة، وكانا يأكلان فيها رغدا، فأهبط إلى رغد من طعام وشراب، فعُلَّم صنعه الحديد، وأمر بالحرث فحرث وزرع، ثم سقى حتى إذا بلغ حصده ثم داسه، ثم ذَرَّاه، ثم طحنه، ثم عجنه، ثم خبزه، ثم أكله.

وقيل أهبط إلى آدم ثور أحمر، وكان يحرث عليه ويمسح العرق عن جبينه نفهو الذي قال الله) فَلا يُخرِجَنَّكما من الجنة فتشقى (واكن ذلك شقاوة، قال أبو جعفر فهذا الذي قاله فهو اولى بالصواب، وأشبه بما دلَّ عليه كتاب الله عز وجل.

وقد قيل إن آدم نزل ومعه السَّندان والمطرقة والكلبتان والميعة.

وأول من زرع وغرس وتكلم بالعربية آدم عليه السلام فلما عصى ربه أُنسي العربية، وكان كلامه السُّريانية، فلما تاب الله عليه بعد مائتي عام ورحمه رَدَّ عليه العربية.

أبو عثمان: أُهبط آدم إلى الهند، وهي أقرب الأرض إلى السماء، وعليه إكليل من الجنة، فتحات منه، فوقع، فنبت منه هذا العود اليلنجوج الذي في الهند.

سعيد بن جبير قال: لما أُهبط آدم إلى الأرض كان فيها نسر وحُوت ولم يكن غيرهما. فلما رأى النسر آدم. وكان يأوى إلى الحوت فيبيت عنده كل ليلة، قال: يا حوت، لقد هبط اليوم من يمشي على رجليه ويبطش بيديه، فقال له الحوت: لئن كنت صادقا مالي في البحر ماحأكا ولا لك في البر منجرٌ.

وقيل والله أعلم: إن آدم أُهبط إلى الأرض وحرث، قال: فضرب يوما الثور الذي كان يحرث عليه، فقال له الثور: يا آدم ولم تضربني؟ قال: لأنك عصيت، فقال: يا آدم كل من عصى استحق العقاب؟ قال: ففطن آدم عليه السلام، أو كما قيل والله أعلم.

وقيل خُلق آدم يوم الجمعة، ومكث في الجنة ستة أيام. وكان أول شئ أكلاه في الجنة العنب، والشجر التي نُهِيَا عنها البُرَّ.

وقال ابن عباس،: خلق آدم مختُوناً ونُوحٌ وسام بن نوح وإسماعيل ولوط وعيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين.

قصة قَابِيل وهَابِيل ابني آدم

اختلف أهل العلم في اسم قابيل بن آدم، قال بعضهم: هو قَبن بن آدم وقال بعضهمهو قابين بن أدم وقال بعضهم هو قابيل وكذلك في اسم هابيل، قال بعضهم: هو هابيل، وقال بعضهم: هو هائيل.

<<  <   >  >>