للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومنهم ابنه عمرو المقصور بن حُجْر آكل المرار، وإنما سمي المقصور لأنه اقتصر على مُلْك أبيه حُجْر آكل المرار. هذا قول يعقوب بن السكيت. وقال أحمد بن عبيد: إنما سمي المقصور لأنه قصر على الملك كأنه كرهه، فمُلِّكَ شَاءَ أو أبى. وقال: هذا أصح ما قيل في ذلك.

ومنهم الحارث الملك بن عمرو المقصور بن حُجْر آكل المرار بن عمرو بن معاوية الأكرمين، وهو جد امرئ القيس بن حُجْر الكِنْدي، وكانت بنوه مُلُوكاً، ومَلَكوا بعده.

ومنهم حجر أبو امرؤ القيس، وسلمة غلفاء، وشرحبيل، ومعديكرب، وعبد الله بن قيس فهؤلاء بيت آكل المُرار بن عمرو بن معاوية، وهم بيت أهل المملكة من كندة، وبيت المملكة من بعدهم في كندة بيتُ بني الحارث الأصغر بن معاوية الأكرمين بن الحارث الأكبر، والبيتُ منهم في آل جَبَلة بن عَدِيّ رَهّطُ الأشعث بن قَيْس الكِنْدي، وهو الأشعث بن قيس بن معدي كرب بن معاوية بن جبلة بن عَدَيّ بن ربيعة بن معاوية بن الحارث الأصغر بن معاوية الأكرمين بن الحارث الأكبر بن معاوية بن ثور بن مرتع بن معاوية بن ثور - وهو كندة بن مرتع.

ونحن نبتدئ بشيء من ذكر أخبار ملوك كندة، وما كان من أمورهم، ثم نَرْجع إلى بقية شرح أنسابهم إن شاء الله تعالى.

أخبَار كِنْدة

كان من حديث الحارث بن عمرو المقصور ملك كنْدة: أنه كان أعظم ملوك كِنْدة قَدْرا، وأشدهم عِتِيا، وأوسعه مملكة. وذكروا أنه اجتمع له من سعة البلاد ما لم يكن لآبائه من قبله، فُتِّج وسمي الحَرِّاب، لكثرة حربه، وهو الذي تزوج أم إياس بنت عوف بن محلم الشيباني، وهو الحارث الملك الملقب الحّراب بن عمرو المقصور بن حُمْر آكل المرار بن عمرو بن معاوية الأكرمين بن الحارث الأكبر بن معاوية بن ثور بن مرتع بن معاوية بن كندة - وهو ثور بن مُرتع - بن عُفير بن عدي بن الحارث بن مُرّة بن أدد زيد بن كهىن بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. وكان من أشد كندة ملكا وسلطانا. وهو الذي قرن بنيه في حياته وملَّكهم على قبائل معد، فكان شرحبيل وهو قتيل الكلاب الأول على قبائل من بني تميم بن مرو الرَّباب.

فمن قبائل تميم الذي كان ملكا عليها منهم بنو حنظلة بن مالك بن يزيد مناة بن تميم والرباب. وبنو أسيد بن عمرو بن تميم، وطوائف من بني عمرو بن تميم.

وأما الرباب فهو تيم وعدي وعكل ومزينه وضبة وسائر بطونهم فهؤلاء الثلاثة هم الرباب. بنو عبد مناة بن أد بن طانجة بن إلياس بن مضر - وكان معدي كرب على النمر بن قاسط، وقبائل من قيس وسعد بن زيد مناة بن تميم، وطوائف من بني دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، والصنائع وهم بنو رقية، وهم قوم يكونون مع الملوك من شذاذ العرب. وشذاذ العرب: ما تفرق منهم.

وكان سلمة - وهو غلفاء على تغلب وبكر بن وائل، وإنما سمي سلمة غلفاء لأنه كان يغلف رأسه بالطيب.

وكان عبد الله على عبد القيس وكان عبد القيس سيارة على العرب، وكان حجر وهو أبو امرئ القيس على بني أسيد، وكنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر وعلى غطفان.

والحارث هذا هو الذي غزا أهل الحيرة، وأجلى نضر اللخميين عن الحيرة، وأغار على بلاد فارس، وكان قد سار في أربعين ألف رجل من العرب، كندة من ذلك اثنان وعشرون ألفا، وسائر ذلك من أفناء القبائل. وقاد الخيل إلى الحيرة، وكان حوله ثلاثمائة وستون مقنبا، حتى أغار على فارس ثم رجع إلى موضعه، ثم اتخذ الأنبْار بعد ذلك منزلا، فلم يزل أمره ظاهرا، وَوَاَدَع الفرسَ، وكان على الفرس قُبَاذ بين فيروز وصالحهم، ولم يزل ملكة كذلك ستين سنة، ثم أوقع به المنذر بن ماء السماء اللخمي - وهو لا يعلم - فخرج هاربا نحو الشام، وظفر المُنْذر بأربعين رجلا من بني أبية، لحقهم في الطريق فأسرهم، حتى أتي بهم ديار بني مرينا بموضع بين دير والكوفة. فضرب أعناقهم، وذلك أن الحارث الملك كان قد قتل في بني نضر قَتْلا ذريعا، فلم يستبق المنذر أحدا ممن في يده، وذلك قول امرئ القيس بن حجر:

ألا يا عَيْن بَكِّي لي شنينا ... وبكي لي الملوك الذاهبينا

ملوكا من بني حجر بن عمرو ... يُساقون العشية يُقتَلُونا

فَلَوْ في يوم معركةٍ أصيبوا ... ولكن في ديار بني مرينا

<<  <   >  >>