للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فاعذر أخاك ابن زنباع فان له ... في الحادثات هنات ذات الوان

يوما يمان إذا لاقيت يمن ... وان لقيت معديا فعدنان

لو كنت مستغفرا يوما لذي ملك ... كنت المقدم في سري واعلاني

لكن ابت لي آيات مطهرة ... عند الولاية في طه وعمران

[عمران بن حطان يرتحل إلى الجزيرة]

ثم ارتحل حتى أتى الجزيرة فنزل بها زفر بن الحارث الكلابي، فألطفه زفر فأكرمه، وسأله فقال له: من أنت؟ قال عمران: أنا رجل من حمير من الأوزاع، وكانت لزفر فيهم خؤولة، فأعجب به، وقربه، وكلم رجلا لم يناطق مثله في العلم والفقه. ورأى فيه شيخا حسن الهيبة والحديث فأعجبه واكرمه. واقبل عمران على الصوم والصلاة، وكان شباب من بني عامر يتولعون به بكثرة صلاته وصيامه ويهزأون به واستقلوه، فبينما هو جالس مع زفر إذا اقبل من عند روح رجل إلى زفر وقد كان رأي عمران أيام كونه عند روح، فلما رأى عمران عرفه فسأله زفر: تعرفه؟ قال: نعم، هذا رجل من أزد شنوءة، كان ضيفا لروح بن زنباع. فقال له زفر: هذا إن لك قصة وشأنا، أزديا مرة وأوزاعيا مرة؟ اخبرني بقصتك، ان كنت خائفا آمناك، وان كنت عائلا واساناك، وان كنت طريدا آويناك. قال عمران: الله المولى والمغني، وإنما رجل عابر سبيل.

ثم ان عمران لما أمسى أخذ غفلة الناس، وخلف في منزله رقعة وخرج هارباً، وكان في الرقعة هذه الأبيات:

ان التي أصبحت اعيت بها زفر ... أعيت عيانا على روح بن زنباع

ما زال يسألني حولا لأخبره ... والناس ما بين مخدوع وخداع

حتى انحدمت مني حبائله ... كف السؤال ولم يولع باهلاع

فاخفف سؤالك عني انني رجل ... أما صميم واما قعقة القاع

واكفف سؤالك عن لومي ومسألتي ... ماذا تريد إلى شيخ لأوزاع

أما الصلاة فإني غير تاركها ... كل امرئ في الذي يسعى به ساع

أكرم بروح بن زنباع وأسرته ... قوم دعا أوليهم للعلى داع

جاورتهم سنة فيما ذعرت به ... عرضي صحيح ونومي غير تهجاع

واعلم فانك منعي بحادثة ... حسب اللبيب بهذا الشيب من ناع

[عمران بن حطان يرتحل إلى أزد عمان وزوندستان]

قال فارتحل حتى أتى عمان، فنزل في الأزد وإذا بقوم يتناشدون اشعاره ولا يعلمون انه عمران، فدعاهم إلى رأيه، وأقام بين أظهرهم، وأظهر أمره، ووجد قوما مساعدين له يبكون على مرداس بن أدية، ويذكرون فضله، ويظهرون أمره شاهرا، حتى بلغ الحجاج امره، فكتب إلى أهل عمان في قتله. فلما سمع ذلك عمران بن حطان خرج هاربا إلى زوندستان اسفل الفرات، فأتى قوما من الأزد فلم يزل فيهم حتى مات.

وفي نزوله عند الأزد ومصيره إلى عمان يقول:

نزلت بحمد الله في خير اسرة ... اخبر بما فيهم من الانس والخفر

من الأزد ان الأزد خير اسرة ... يمانية يوما إذا نسب البشر

وأصبحت فيهم آمنا لا كمعشر ... أتوني فقالوا: من ربيعة ومضر

هي الحي قحطان وتلك سفاهة ... كما قال ري وصاحبه زفر

وما منهم الا بشير بسيبه ... يقربني منه وإن كان ذا نفر

فنحن بنو الاسلام والله واحد ... وأولى عباد الله بالله من شكر

[كهلان]

[١ - بنو الاشعر بن أدد بن زيد بن كهلان في الجاهلية والاسلام]

فأما الأشعريين بن أدد بن كهلان، فاسمه نبت بن أدد، وبعض النساب يجعله الاشعر بن نبت بن أدد بن زيد بن هميسع بن عمرو بن يشجب ابن عريب بن أدد بن كهلان.

وقال بعضهم: هو الاشعر بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.

فولد الأشعر: الجماهر ومجيد والرمب والختبك والانعم والأدغم والأرغم وجده وعبد شمس. فمن قبائل الاشعر ثم بني الجماهر بنو ثابت وبنو حكم وكاهل وسلمة ووجر ورضاء وحرب وزوفر وسائبة ومسور ولوية ونوبة وناجية وزعيج، وبنو ضيامة وعريصة.

<<  <   >  >>