للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أمهما قبلة بنت الأرقم بن ثعلبة بن عمرو بن جفنة بن عمرو مزيقيا بن عامر ماء السماء، وعن ابن السكيت في روايته: انها قبلة بنت الارقم بن سلمة بن عمرو بن جفنة بن عوف بن عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو مزيقيا بن عامر ماء السماء، وأختها ماربة، ذات القرطين، وقال بعضهم: ان ماربة هي أخت ظالم بن هوب بن ربيعة بن معاوية بن الحارث الاصغر بن معاوية الاكرمين بن كندة، وأختها هند الهنود، امرأة حجر آكل المرار، ملك كندة، وقال بعضهم من أهل النسب: ان أم الأوس والخزرج هي قبلة بنت كاهل بن عمرو بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة بن مالك بن حمير.

[في الأوس والخزرج وانسابهم]

الاوس والخزرج، اسما طائرين من سباع الطير، شبها بهما لبأسهما ونجدتهما.

والأوس والخزرج، ابنا حارثة بن ثعلبة بن عمرو مزيقيا بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس البطريق بن ثعلبة البهلول بن مازن زاد الركب، وهو غسان أبو الملوك بن الأزد، وعنهما تفرقت بطون الأنصار والخزرج وبطون الأوس ورجالها.

[الأوس]

ولد الأوس بن حارثة رجلا، وهو مالك بن الأوس، وولد مالك خمسة رهط: عمرو بن مالك، وهو النبيت، فمن النبيت بنو عبد الاشهل، وبنو حارثة، وبنو ظفر، واسمه ظفر كعب، فهذه النبيت. وهم سكان قباء.

ومن بني مالك بن الأوس، عوف بن مالك وولده. يعرفون ببني عوف. وهم أهل قباء أيضاً مع النبيت.

ومنهم مرة بن مالك، وهم يعرفون بالجعاورة، وانما سموا بذلك لأنهم كانوا يقولون للرجل إذا اتاهم: ورا كجعد شيت، فأنت آمن، أي اذهب حيث شئت.

وسالم بن مالك، وهو واقف.

وامرؤ القيس بن مالك بن الأوس، وهم رهط سعد بن جثيمة بن الحارث بن مالك، احدى بني المسلم بن امرئ القيس بن مالك بن الأوس.

وجثم بن مالك. فهؤلاء ستة رهط بنو مالك بن الأوس.

فولد عمرو، وهو النبيت بن مالك، رجلا الخزرج بن عمرو، فولد الخزرج رجلين: الحارث وكعبا وهو ظفر. فولد ظفر هيثم، فولد هيثم سوادا. ومنه تفرقت أولاد ظفر.

فمن ولد الحارث بن الخزرج: عبد الله بن يزيد الانصاري، الذي رأى الأذان. ومن ولد ظفر، وهو كعب بن الخزرج قتادة بن النعمان، الذي أصيبت عينه يوم أحد، فأتى به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهي في يده، فأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعها في موضعها، فكانت احسنهما نظراً، وكانت الأخرى ربما رمدت وهي لا ترمد، ولم تؤلمه حتى مات - رحمه الله - ولما دخل زيد الحجاز على عمر بن عبد العزيز، وفيهم رجل من ولده، فقال عمر: ممن الرجل؟ فأنشأ يقول:

أنا ابن الذي سالت على الخد عينه ... فردت بفضل المصطفى أحسن الرد

فعادت كما كانت لاول عهدها ... فيا احسن ما عين ويا حسن ما يد

فقال له: بخ بخ، ثم انشد عمر متمثلاً بقول امية:

تلك المكارم لا قيعان من لبن ... شيئاً بماء فعاد أبعد أبوالا

ومن ولده عاصم بن عمرو بن قتادة يحدث عنه. ومنهم عبيد بن اوس، كان يدعى مقرنا، وكان انه قرن الأسارى يوم بدر. ومنهم خالد ثابت، قبل يوم مؤتة. ومنهم بشر بن أبيرق الشاعر، وأبيرق تصغير أبرق، وكل جيل اجتمع فيه لونان فهو أبرق، والبرق يقال: برق الرجل يبرق برقا، ومنه اشتقاق البرق إذا تلألأ. وبارق قبيلة من العرب. وبارق موضع. والبرق فارسي معرب، وهو جمل، وقد سموا برقان، وهو جمع أبرق، كما سموا دهمان، وحمران. والبريق، اسم وهو تصغير أبرق، وتصغير برق، ويجمع أبرق على براق وأبارق. والابريق معرب. وأما قولهم سيف بريق، هو فعيل من البرق، وهو عربي صحيح، والتبريق تهدد الانسان، ولا شيء عنده، ويقال برّق لي ورعد إذا تهدد، وأجاز البغداديون أبرق وأرعد في هذا المعنى، ورفعه الأصمعي. قال أبو حاتم: قلت للأصمعي: أتقول انك لتبرق وترعد؟ قال: لا. قلت: فميف تقول؟ قال: أقول: انك لتبرق وترعد، ثم أنشدني:

إذا جاوزت من ذات عرق ثنية ... فقل لأبي وأبويه ما شئت فارعد

ثم قال: هذا كلام العرب، فقلت: قد قال الكميت:

أبرق وأرعد يا زيد ... فما وعيدك لي بصائر

وارعدنا إذا رأينا البرق، والبارقة السيوف. ويقال كثرت البارقة في هذا الجيش.

<<  <   >  >>